توفى فجر اليوم (الثلاثاء)، الاستشاري النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي بمدينة الرياض، الدكتور عبدالرزاق الحمد، عن عمر يناهز 69 عاماً.

ويعد الحمد أحد رواد الطب النفسي بالمملكة، وله أبحاث ومشاركات عديده في الأدب وجوانبه النفسية، كما أنه من الأوائل الذين كشفوا ألاعيب بعض الرقاة ومتاجرتهم بالرقية بذريعة "تلبس الجن"، وكذلك موضوع "تفسير الأحلام"، وعمل على تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة.

ولد الدكتور عبدالرزاق في الرياض عام 1373هـ، وتلقى تعليمه ما قبل الجامعي في الرياض وتخرج من كلية الطب عام 1397م، وحصل على شهادات التخصص العليا في الطب النفسي من بريطانيا وغيرها ما بين (1405 – 1410هـ)، وكان يعمل استشاريًا للطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، وعمل أستاذاً بقسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة الملك سعود.

قصة "إسلام الجني البوذي" على يد الشيخ "ابن باز"

يرى "الحمد" إمكانية دخول الجني في بدن الإنسان، لكن الزعم بكلام الجني على لسان الإنسان لا يمكن إثباته.

وروى في هذا السياق حالة فتاة زعمت أنها متلبسه بجن بوذي وأنه أسلم على يد الشيخ "ابن باز" بعد أن حاوره، واعتبر أن حديث الفتاة بصوت الجني كان من العقل الباطن واللاوعي، وتحول إلى صورة تمثيلية غير مقصودة من الفتاة.

وذكر "الحمد" أن الفتاة جاءت لعيادته، وفحصها نفسيًّا، وتبين أنها تعاني من أعراض وسواس، وهي شخصية وسواسية، مشيرًا إلى أنها شكّت في نفسها بأنها كفرت بالدين، فدفعها هذا الشعور الشديد جدًا بالكفر للبحث عن إسقاط، فأسقطت شعورها على جني بوذي تلبّسها ويجبرها على هذا التفكير.

تفسير الأحلام

وحول موضوع "تفسير الأحلام"، من منظور إسلامي وعلمي، يرى الراحل أن "الرؤيا" قد تكون من الله أو من النفس أو من الشيطان، وأن ما يكون منها محزناً قد يأتي تسلطاً من الشيطان على المؤمنين، مشيراً إلى أن ما يكبته الإنسان في صغره قد يتجلى في أحلامه في الكبر، وأن "الرؤيا" الصالحة محصورة في الأنبياء وتأتي مثل "فلق الصبح"، معتبراً أن ما يسمى "أضغاث الأحلام" قد يكون من أهم أسبابه الطبيعة الفسيولوجية للإنسان.

سبب الاكتئاب وكيف تتخلص منه

أكد الدكتور الحمد، أن الصحة النفسية ليست الخلوّ من المرض النفسي، ولكنها تحقيق الاستقرار والتوازن النفسي، مبيناً أن "النضج النفسي" مستوى يتحقق للفرد من خلال التربية، وبناء نفسي تعمل الأسرة على تحقيقه لأبنائها منذ الحمل والولادة.

وأشار إلى أن الاكتئاب ينتج عن تراكم "الندم" في نفسية الفرد، والنجاة منه تأتي بتعلم آليات التكيّف مع الذات، وأول مستويات التكيف أن تدرك أنك بشر تخطئ، وخير الخطائين التوابون.

ولفت الحمد إلى أن كل شخصية تجد الحرية فيما يعجبها فقط، والكبت يولّد عقدًا وصراعات نفسية، وعلاج الكبت أن توجه الفرد لحياة متكاملة من كافة جوانبها.

 

مرض الفصام

يعتبر الحمد أن مرض الفصام عدة أنواع، فهناك ما قد يأتي المريض لمرة واحدة ثم ينتهي كنوبة وحيدة، ونوع من الفصام يستجيب للعلاج وتختفي الاعراض ويستطيع المريض ان يواصل حياته العملية والاجتماعية والأسرية بشكل طبيعي جدا بعده، وأكد الراحل أنه كان يراجعه في العيادة بالمستشفى مرضى فصام مستقرون ويمارسون عملهم وحياتهم الاجتماعية بشكل طبيعي.

وأكد أن ارتباط المرض النفسي بالجريمة ارتباط قليل جدا ولا يتجاوز 10% من المجرمين يوجد لديهم امراض نفسية بمعنى ان الجريمة الاصل فيها ليس المرض النفسي وانما الانحراف السلوكي والانحراف الفكري وهو انحراف عن الوضع الطبيعي وليس مرضاً وأما المرض النفسي فلا يرتبط بالجريمة الا ارتباطاً قليلاً في حالات قليلة.

علاج الصدمات الكهربائية بـ"التعذيب"

وحول جهاز الجلسات الكهربائية أو ما يسمى بعلاج الصدمات الكهربائية، أكد الراحل في تصريحات سابقة أن هذا النوع من العلاج اكتُشف في الستينات من هذا القرن، ثم تطور وأصبح يُستخدم فيه التخدير العام ومرخ للعضلات وبالتالي يكون المريض نائماً ولا يشعر بأي شيء والعضلات تكون مرتخية ولا يكون هناك أي سلبيات وقد ثبت فعالية جهاز الصدمات الكهربائية عالمياً بدون أدنى شك.

كما أكد أن هناك أيضاً تقارير من لجنة متخصصة قامت على دراسة فعالية هذا العلاج ووضعت ضوابط لاستخدامه والحالات التي يفيد فيها وثبت بما لا يجعل مجالاً للشك عالمياً بأن هذا العلاج له فعالية كبيرة في حالات الاكتئاب الذهاني وحالات الاكتئاب المصحوب بالانتحار وحالات الاكتئاب الصامت عندما يصل الحد بالمريض ان لا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب بسبب الاكتئاب وفعالية الجلسات فيه قوية وناجحة وتنقذ حياة المريض وكذلك ثبتت فعاليته في حالات الهوس والفصام الذي لا يستجيب للأدوية.