روى سفير المملكة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة تركي الدخيل، موقفا مؤثرا يكشف تعلق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوالدته، الشيخة سلامة بنت بطي.
ونقل الدخيل في مقال له بعنوان "لماذا بكى الشيخ زايد؟" قصة وردت في كتاب "إنسانية زايد"، حكاها أحد كبار السن، أنه كان يقضي وقتا مع ندمائه ذات يوم، وبينما هو مستغرق في التفكير، فرّت دمعة على خده، دون أن يشعر، أو يتنبه أنه ليس وحيداً في مجلسه ذاك.
ووسط إحساس الجلوس بالحرج من الموقف ومن سؤاله عن سبب عبراته، فوجئوا بتنبه الشيخ زايد واعتدل في جلسته ومسح دمعته، ثم تبسم وحدثهم عن سبب البكاء، قائلا: "لقد بكيت عندما أحسست ونحن في لهيب الصيف، مستمتعين ببرد أجهزة التكييف، وتمنيت أن والدتي لحقت بهذا النعيم، الذي نعيشه".
وتطرق الدخيل للحديث عن المؤثرات في صياغة شخصية الشيخ زايد، والتي كان أبرزها والدته الشيخة سلامة، التي تولت مهام التربية، ونذرت نفسها لتربية أولادها، بعد وفاة الوالد الشيخ سلطان بن زايد، وكان عمره آنذاك ثماني سنين، وهو ما جعل الشيخ زايد أصغر الأبناء وقتها يتعلق ويتأثر بها حتى وفاتها في 1970.
وقال إن الشيخة سلامة بنت بطي كانت دائما مصدر إلهام وقوة لزايد وإخوته، ولم تكن تغيب عن خاطره، فكان كثير الثناء عليها، وذكرًا أفضالها، حتى وفاته.