أدان البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الاعتداءات الوحشية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

وطالب البيان بالوقف التام والفوري لجميع هذه الاعتداءات التي طالت المدنيين الأبرياء وممتلكاتهم، وحذّر من استمرار هذه الاعتداءات والاستفزازات والتحريض على ارتكابها وتهديد أرواح المدنيين الأبرياء والتسبب في المعاناة الشديدة لهم.

وأكد على أن إسرائيل قوة محتلة وليس لها أي حقوق مشروعة على الإطلاق في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية والمسجد الأقصى، وأن كافة الإجراءات التي تمس بوضعه هي إجراءات باطلة ولاغية وليس لها أي أثر قانوني.

وحذّر من الآثار الخطيرة المترتبة على تأجيج إسرائيل المتكرر والمتعمد للحساسيات الدينية واستفزازها لمشاعر الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية بأسرها بتصعيد هجماتها على المصلين، وإعاقة وصولهم إلى الأماكن المقدسة لأداء شعائرهم الدينية، بما في ذلك وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى ووصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة خلال احتفالات عيد الفصح، إضافة إلى اقتحامها العنيف للمسجد الأقصى والترهيب والاعتداء على المصلين المسالمين.

وأعرب عن قلقه من تسارع وتيرة سياسة الاستعمار الإسرائيلية للأرض الفلسطينية، وتحديداً التهديد بإجلاء المئات من العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس الشرقية، خاصة في حي الشيخ جراح وحي سلوان، اللذين يواجهان إخلاءً وشيكًا من قبل المستعمرين المتطرفين بدعم ومساندة من سلطات الاحتلال وبالتعاون مع المحاكم العنصرية، مطالبا بالوقف الفوري لكل تلك السياسات والممارسات غير القانونية.

وحمّل البيان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع بسبب جرائمها الممنهجة ضد الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة قطاع غزة المحاصر، حيث يتزايد عدد الضحايا والتدمير الواسع للممتلكات والبنى التحتية بسبب الهجمات العسكرية الهمجية لسلطة الاحتلال، وأكد على أهمية حماية الطواقم الطبية والإسعافية، والسماح لها بالقيام بمهام عملها دون عرقلة.

وشدد على أن القدس الشريف والمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، خط أحمر للأمة الإسلامية، ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل من الاحتلال، داعيا الدول الأعضاء إلى تضافر الجهود الجماعية والفردية والالتفاف حول القدس والدفاع عنها وعن مقدساتها، والتصدي لجرائم إسرائيل وتوفير الدعم للشعب الفلسطيني وتوفير مقومات الصمود لهم في مواجهة الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية.

ونوّه إلى تزامن العدوان الإسرائيلي الواسع مع ذكرى مرور 73 عامًا على النكبة عام 1948، التي نُفذت خلالها عملية تطهير عرقي واسعة أدت الى اقتلاع أكثر من 800 ألف فلسطيني قسريا وطردهم من منازلهم وأراضيهم، بعد المذابح الوحشية التي ارتُكبت في أكثر من 400 بلدة وقرية فلسطينية من قبل الجماعات الإرهابية الصهيونية.

وحيّا صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ووقفته التاريخية في وجه العدوان والاحتلال، ودفاعه الملحمي عن حقوقه المشروعة، وتصديه لمحاولات الشطب والتهجير والإلغاء من قبل النظام الاستعماري العنصري الإسرائيلي.