وقعت المملكة والأمم المتحدة (الأربعاء)، اتفاقية تمهد الطريق لعقد الدورة الـ16 لمؤتمر أطراف الاتفاقية (COP 16) في الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024.

ويعد مؤتمر الرياض COP16 أكبر اجتماع على الإطلاق للأطراف الـ197 في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق.

وسيركز المؤتمر على حشد الحكومات والشركات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم؛ لتسريع العمل على استعادة الأراضي والقدرة على التكيف مع الجفاف، وسيستمر المؤتمر لمدة أسبوعين؛ ويتضمن جزءًا رفيع المستوى، بالإضافة إلى الأحداث المرتبطة به، بما في ذلك تجمع النوع الاجتماعي ومنتدى الأعمال من أجل الأرض.

وقال وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي" خلال حفل التوقيع، إن استضافة المؤتمر تأتي في إطار اهتمام القيادة الرشيدة بحماية البيئة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وتبنيها لعددٍ من المبادرات البيئية الرائدة، منها مبادرتا "السعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر".

وأوضح أن انعقاد المؤتمر في هذه المرحلة يكتسب أهمية كبرى؛ نظرًا للحاجة الماسة إلى تعزيز الجهود الدولية للحد من تدهور الأراضي والتصحر، والتي تؤثر بشكلٍ كبير على الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى تأثر حوالي 3 مليارات نسمة بتدهور الأراضي، وخسائر تقدر قيمتها بـ6 تريليونات دولار من الخدمات الإيكولوجية المفقودة.

وقال إن المملكة، والمنظمات الدولية، والجهات ذات العلاقة؛ تعمل على تطوير وتعزيز الآليات والإجراءات اللازمة، وتكثيف الجهود العالمية للحد من التصحر، وتدهور الأراضي، واستدامة البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

من جهته، قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، إن العالم يفقد اليوم الأراضي الخصبة بمعدل ينذر بالخطر؛ ما يعرض الاستقرار العالمي والازدهار والاستدامة للخطر، ويجب أن يشكل مؤتمر الرياض COP16 نقطة تحول في الطريقة التي يتم التعامل بها مع أغلى مواردنا – الأرض – والتعامل بشكل جماعي مع حالة الطوارئ العالمية للجفاف.

ولفت إلى أنه وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن ما يصل إلى 40% من أراضي العالم متدهورة، ما يؤثر على نصف البشرية وله عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسبل العيش، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 ستكون ضرورة لتحقيق عالم خالٍ من تدهور الأراضي.

وأشار إلى أن حالات الجفاف تضرب في كثير من الأحيان وبقوة أكبر في جميع أنحاء العالم - بزيادة قدرها 29% منذ عام 2000 - مدفوعاً بتغير المناخ وبالطريقة التي تدار بها الأراضي، منوهاً بتأثر ربع سكان العالم بالفعل بموجات الجفاف، كما أنه من المتوقع أن يواجه كل ثلاثة من كل أربعة أشخاص في جميع أنحاء العالم ندرة المياه بحلول عام 2050.

ويأتي انعقاد مؤتمر الرياض COP16 في المنطقة الأكثر ندرة في المياه والتي تتأثر بشدة بالتصحر وتدهور الأراضي، وسيعرض الجهود الجارية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وخارجها نحو التحول الأخضر على أساس الإدارة المستدامة للأراضي.

**carousel[4250831,4250832,4250830]**