أنهى المنتخب السعودي مشواره في كأس آسيا "قطر 2023" بخروج مبكر من الدور ثمن النهائي في تكرار لسيناريو النسخة الماضية "الإمارات 2019"، ليبقى اللقب الآسيوي الرابع عصيًا على الأخضر منذ آخِر تتويج عام 1996.
وجاءت مشاركة الأخضر في كأس آسيا متزامنة مع تراجع توقعات الشارع الرياضي السعودي بشأن إمكانية المنتخب الذهاب بعيدًا في البطولة، لكن مع تحقيق المنتخب انتصارين متتاليين في بداية المشوار وضمان التأهل إلى ثمن النهائي، فضلًا عن الدعم الجماهيري الكبير فإن هذا رفع من سقف توقعات الجماهير وكذلك اللاعبون بشأن إمكانية المضي قدمًا نحو تحقيق اللقب الرابع.
ولم يكن مشوار الأخضر في كأس آسيا هادئًا حيث أحاطت به الأزمات على مستوى "الخيارات الفنية" للمدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، والذي أدخل العديد من التعديلات على قائمة الأخضر في سابقة لم تشهدها معسكرات المنتخب قبيل البطولات الكبرى.
ولم يكتفِ مانشيني باستبعاد لاعبين أصحاب خبرات واسعة، بل كشف عن أسباب عددٍ من اللاعبين وهو ما أثار مخاوف من أن تؤثر تصريحات مانشيني على تركيز اللاعبين داخل المعسكر.
وعقد مانشيني مؤتمرًا صحفيًا، قبل مباراة عمان كشف فيه سر استبعاد الثلاثي نواف العقيدي وسلمان الفرج وسلطان الغنام، حيث قال إن كل هؤلاء اللاعبين لم يرغبوا في الانضمام، لافتًا إلى أن الفرج في أول معسكر قال له إنه لا يريد أن يلعب في المباراة الودية ليقرر استبعاده تمامًا.
وأضاف أنه بالنسبة للاعب سلطان الغنام فإن اللاعب قال له إنه ليس سعيدًا باللعب للمنتخب، فيما كشف عن أن نواف العقيدي قال لمدرب الحراس إنه إن لم يلعب كأساسي فإنه لا يريد البقاء.
وتابع: "تحدثت مع رئيس الاتحاد حول المسألة وقلت له إن نواف يريد أن يغادر.. وهذه ثالث مرة يأتي لنا نواف ليقول إنه سيغادر.. وهذه ليست مشكلة كبيرة بالنسبة لنا."
وبعد نهاية مشوار الأخضر في كأس آسيا فإن الشارع السعودي طرح في الساعات الماضية تساؤلات حول ما إذا كان سيبدأ الاتحاد السعودي لكرة القدم في فتح ملف هذه القرارات واتخاذ ما يلزم من قرارات تجاه اللاعبين المستبعدين حال ثبوت صحة رواية المدرب الإيطالي، لا سيما أن الثلاثي نفى ما ذكره المدرب في بيانات سابقة.
وجاء التصرف المثير للجدل من جانب المدرب الإيطالي خلال مباراة كوريا الجنوبية، ليدفع الاتحاد السعودي لكرة القدم لفتح ملف ما حدث في كأس آسيا، حيث فاجأ مانشيني الجميع بمغادرة الملعب قبل الركلة الحاسمة للمنتخب الكوري، وهو ما أثار استياء الجماهير قبل أن يخرج مانشيني مبررًا تصرفه بأنه كان يعتقد أن المباراة انتهت.