قبل مباراة المنتخب البرتغالي أمام منتخب المجر، أمس (الثلاثاء)، في بطولة "يورو 2020"، ظهر اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، خلال مؤتمر صحفي، وبعد صعوده المنصة للتحدث إلى الصحفيين، وجد أمامه زجاجتي كوكاكولا.

بادر رونالدو برد فعل نصح فيه الحاضرين قائلًا: "لا تشربوا الكوكاكولا، واشربوا الماء"، وأزال زجاجتي الكوكاكولا من المنصة ليضع مكانهما زجاجة ماء، علمًا أن "كوكاكولا " الراعي الرسمي للبطولة.

ردة فعل اللاعب العالمي، أثرت بالطبع على أسهم الشركة في البورصة العالمية، لكنه دفع بسؤال إلى السطح، متى وكيف ظهر أول مشروب غازي؟ وكيف حقق كل هذا الانتشار العالمي؟

البداية

بدأت صناعة المياه الغازية عالميًا، بوصفها منتجًا طبيًا، يدعى "ماء مكرين"، على يد الطبيب الإنجليزي، جوزيف بريستيلي، في الفترة بين 1760 و1767، ثم تحول إلى مشروب تجاري واسع الانتشار لخلوها من الكحول.

وقدم مؤسس شركة شويبس، يوهان شويب، وهو ألماني الأصل سويسري الجنسية، أول مشروب للمياه الغازية في عام 1775، بعدما أضاف الصودا إلى المياه، وعبأها وباعها، وأطلق عليها اسم "شويبس"، المشروب الغازي المنعش.

الصودا والفاكهة

عام 1792، انتقل يوهان شويب إلى لندن، ليفتتح مصنعًا للمشروبات الغازية لعلامته التجارية، وطور منتجه ليجمع بين الصودا وقطع الفاكهة كاليوسفي والبرتقال والليمون.
حققت شويبس نجاحا واسعًا في لندن، ومنها انتشرت في الأسواق العالمية، واستُخدمت المياه الغازية المنتجة من شويبس في المجال الطبي، وهو ما جعل سعرها رمزيا ومستقرًا، ولا يتعدى كلفة إنتاجها.

وفي عام 1798، قرر المؤسس التقاعد، فأقدم على بيع 75% من أسهم المؤسسة، إلى مجموعة فرنسية، ليتوسع بعد هذه الصفقة نشاط "شويب".

مشروب غازي جديد

في عام 1886، تمكن صيدلاني أمريكي، يدعى جون بمبرتون، في ولاية جورجيا، من صناعة مشروب غازي مختلف، عن طريق إضافة ثاني أُكسيد الكربون إلى المياه مع محليات السُّكر ومادة الكوك المستخرجة من ورق الكوكايين ونكهة الكولا المُشتقة من بذور نبات الكولا الذي يحتوي على مادة الكافيين.

فيما أطلق المحاسب الصيدلاني فرانك روبنسون، على المشروب اسم كوكاكولا، وصمم هذا الاسم بخط يده الأنيق، ليبقى نفس الخط الذي كان ولا يزال يُستعمَل إلى اليوم على المشروب، وسُوِّق لأول مرة خارج أمريكا عام 1900.

بيبسي تظهر

في ولاية كارولينا الشمالية، بدأ صيدلي يدعي كاليب برادهام، تجريب التوابل والعصائر والمشروبات، لخلق مشروب منعش، وهدفه من ذلك كله اجتذاب الزبائن إلى صيدليته، وكان ذلك في صيف عام 1893.

لاقى المشروب نجاحاً مبهراً، وأطلق عليه مشروب "براد"، إلا أن المخترع قرر أن يطلق عليه "بيبسي كولا" نسبة إلى إنزيم البيبسين الهاضم، المضاف للمشروب، والكولا من المكون الرئيس الثاني للمشروب وهو "جوز الكولا".

تأسيس شركة كوكاكولا

تأسَّست شركة كوكاكولا في عام 1892، وبيعت الزجاجة بحوالي 5 سنتات، وكان 9 بين كل 10 أمريكيين قد تناولوا كوكاكولا بحلول عام 1913، ووضع شعار كوكاكولا على الزجاجات لمنع تقليد المنتج الأصلي سنة 1916.

مصانع بيبسي

قرر كالب في عام 1902، إنشاء مصنع صغير لمشروبه، في الغرفة الخلفية لصيدليته، ووقتها كان البيبسي يُصب من صنبور كصنبور الماء، إلى أن اقتنع بضرورة تعبئته، لينتقل من مكان لآخر، وبعدما حقق انتشارًا، سجل كالب براءة اختراع للمشروب والعلامة التجارية.

في عام 1903، كانت بيبسي كولا مسجّلة رسمياً لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، وبيع منها 7968 غالوناً، وقدمت باعتبارها مشروبا مبهجا وينشط الهضم، وبحلول نهاية عام 1910، كان لشركة بيبسي كولا فروع في 24 ولاية، ومن هناك انطلقت بيبسي كولا إلى العالم بأسره.

شويبس تتطور

بداية من عام 1920، أدركت شركة شويبس حاجتها للانتشار، فاختارت "شويبس" الفنان "وليام باريبال" لأداء الإعلانات، وفي عام 1945، صاغت وكالة الإعلان "جارفيلد" في لندن كلمة «سكويبرفزانس» التي تمّ استخدامها لأول مرة في العام التالي، بعد ذلك تمَّ استخدامها على نطاق واسع في الإعلانات التي تنتجها «غارلاندس»، والتي باعت حق المؤلف لهذه الكلمة لشركة شويبس، وظهرت حملة إعلانية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي لضابط بحري مخضرم في البحرية البريطانية يُدْعَى «كوماندر وايتهيد»، الذي وصف نكهة البابن «إفيرزانس».

اختراع فانتا

وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، توقفت إمدادات الكوكاكولا عن ألمانيا، فطلب المدير الألماني لفرع الشركة فولفغانغ شتليغ، من موظفيه عدم الاستسلام ومحاولة تطوير مشروب جديد، وأن يطلقوا العنان لمخيلتهم.

وبعد مسابقة ومنافسة شديدة، أطلق على المشروب الذي صُنع في البداية من مصل اللبن والتفاح "فانتا"، نسبةً إلى فانتازي في اللغة الألمانية، ليظهر المشروب لأول مرة في مدينة إيسن عام 1940.