في عام 1440، استقبلت المملكة حوالي 2.5 مليون شخص لأداء فريضة الحج، في الوقت الذي كانت الاستعدادات على أهبتها لاستقبال 2.7 مليون شخص في الموسم التالي، إلا أنه بظهور جائحة فيروس كورونا المستجد تغير كل شيء.

وأشادت منظمة الصحة العالمية بموسم الحج 1440، واعتبره خبراء بين أفضل مواسم الحج في المملكة، وعلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس على تنظيمات الحج في 2019، قائلا إن المملكة ترحب بمليوني حاج مرة أخرى، وأن المنظمة تشيد بدور وزارة الصحة المكثف والهام لمواجهة التحديات الصحية أثناء الحدث الكبير .

حج 1441هـ

وقررت المملكة إقامة الحج لسنة 1441هـ بأعداد محدودة، للراغبين من شتى الجنسيات من الموجودين بالمملكة، وجاء ذلك خلال بيان أعلنته وزارة الحج والعمرة، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

وأشار البيان إلى خطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميا، مشددًا على حرص المملكة على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم.

2009 وإنفلونزا الخنازير

وشهد موسم الحج في مرات نادرة تقييد عدد الحجاج، وكانت الأقرب في التاريخ الحديث هي في عام 2009، حين وافق وزراء الصحة العرب على الحد من سفر كبار وصغار السن والمصابين بأمراض مزمنة لأداء العمرة والحج هذا العام بسبب المخاوف من فيروس انفلونزا الخنازير.

وأوضح وزير الصحة السعودي في هذا الوقت، عبد الله الربيعة، أن المملكة لن تقلل أعداد الحجيج والمعتمرين، لكنه لفت إلى تغيير بعض القواعد في استقبال الحجاج.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية آنذاك إنه سيتم استبعاد بعض الفئات من الحج، مثل كبار السن ممن فوق 65 عاما، وصغار السن الاقل من 12 عاماً، والمصابين بأمراض مزمنة.

الحروب

تاريخيًا، أُوقف موسم الحج عدة مرات لأسباب متعددة، كما قُيّد عدد الحجاج الواصلين إلى الأراضي المقدسة لأسباب عدة، ومن أمثلة تقييد عدد الحجيج، هي موسم الحج بين عامي 654 ه، و659 ه، والتي شهدت وقوع حروب حالت دون وصول الحجاج إلى مكة، ووقتها لم يستطع أداء الفريضة سوى أهالي الحجاز.

وفي عام 327ه، وبسبب الخلافات والفتن، لم يصل الحجاج القادمون من العراق إلى الأراضي المقدسة لأداء الفريضة، بسبب الظروف السياسية وقتذاك؛ ما يعتبر أيضًا تقييدا لعدد الحجاج تبعا لظروف سياسية.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الحملة الفرنسية على عدد من بلدان المشرق العربي تسببت في عدم قدوم حجيجهم إلى مكة المكرمة في موسم الحج 1213هـ.

الغلاء

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الغلاء الشديد، حال دون وصول الحجاج المصريين، وحجاج أهل المشرق إلى مكة، في عدة أعوام، بينها عام 419ه.

الأوبئة

أما في عام 357ه، فقد تفشى وباء عُرف باسم وباء الماشري، في مكة المكرمة، وتسبب الوباء في موت الكثيرين، وموت جمال الحجيج جراء العطش، فيما تمكن بعض الحجيج من الوصول إلى المشاعر المقدسة، لكنهم وبحسب المصادر التاريخية ماتوا بعد أدائهم لفريضة الحج.

وذكر المؤرخ الجبرتي أن عام 1246ه شهدـ تفشى وباء آتي من الهند ليحصد أرواح العديد من الحجاج، وتسبب بمقتل ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الحجاج المتوافدين آنذاك.
كما منعت سلطات الاحتلال الفرنسي عامي (1888- 1889) الحجاج التونسيين والجزائريين من الذهاب لمكة لأداء الفريضة بسبب انتشار وباء قادم من الهند في الأراضي الحجازية.

60 ألفًا لحج 1442

فيما أعلنت وزارة الحج والعمرة هذا العام أيضًا، قصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك الحج لعام 1442هـ على المواطنين والمقيمين داخل المملكة فقط، بإجمالي 60 ألف حاج، بسبب تطورات فيروس كورونا المستجد كوفيد -19.

اشتراطات صحية

وأوضحت الوزارة أن الحالة الصحية للراغبين في تأدية الفريضة، يجب أن تكون خالية من الأمراض المزمنة، وأن تكون ضمن الفئات العمرية من (18 إلى 65 عاماً) للحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين.

وشددت الوزارة على أن هذا الترتيب يأتي من منطلق حرص المملكة الدائم على صحة الحجاج وسلامتهم وأمنهم وسلامة بلدانهم أيضا، فيما أكد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة في مؤتمر صحفي مشترك بالرياض، أن التطعيم ولو بجرعة واحدة شرط أساسي للحج هذا العام.