سجلت محافظة النجف جنوبي العراق حالة وفاة جديدة بالفطر الأسود، لتنضم إلى محافظات أخرى شهدت وفيات بهذا المرض، وسط مخاوف من تفش أكبر له في ظل ضعف الإمكانيات الصحية.
وقالت دائرة صحة النجف في بيان إن "حالة الوفاة التي حدثت بمرض الفطر الأسود تعود لمريض من محافظة ذي قار يبلغ 56 عاما، حضر للعلاج في مركز النجف للعلوم العصبية لإصابتة بجلطة دماغية مع التهابات الجيوب الأنفية والعين، وهو غير مصاب بفايروس كورونا إلا أنه يعاني مرض السكري، وهو أحد مسببات الإصابة بالفطر الأسود".
وأشارت الدائرة إلى "مريضة أخرى عمرها 55 عاما كانت مصابة بكورونا وأصيبت بالفطر الأسود، إلا أنها تماثلت للشفاء".
وحاولت صحة النجف طمأنة السكان، مضيفة: "مرض الفطر الأسود مرض غير انتقالي (غير معد)، وأن الفئات المعرضة للإصابة به هم الذين يكثرون من استخدام أدوية الكورتيزون والستيرويد والمضادات الحيوية بصورة عامة، وذوي المناعة الضعيفة والمصابون بالأمراض المزمنة (...)".
لكن مع ذلك، فقد عزز الإعلان مخاوف العراقيين من تفش واسع النطاق لداء الفطر الأسود، جنبا إلى جنب مع فيروس كورونا.
وكان العراق سجل أول حالة وفاة بالفطر الأسود في الأول من يونيو الجاري في محافظة ذي قار جنوبي البلاد، قبل أن تسجل حالات أخرى في محافظة واسط المجاورة، وفي وقت لاحق سجلت وفاة في إقليم كردستان العراق.
وبحسب مصادر صحية تحدثت إلى موقع "سكاي نيوز عربية" ورفضت الافصاح عن هويتها، فإن هناك حالات أخرى في عدد من المحافظات العراقية الأخرى، ويتوقع الإعلان عنها فيما بعد .
ومما يزيد الأمر تعقيدا أنه لا تتوفر في العراق أجهزة خاصة بكشف الفطر الأسود وتشخيصه، وما سجل من حالات إصابة به هي نتيجة التشخيص السريري، وفق تلك المصادر.
وفي هذا الإطار، يقول نبيل حمدي وهو مدير عام في وزارة الصحة والبيئة العراقية لموقع "سكاي نيوز عربية": "لا علاقة مطلقا لفيروس كورونا المستجد بالفطر الأسود، فالأخير مرض قديم موجود ومشخص منذ مئات السنين، وهو يصيب غالبا مرضى السكري غير المنضبط والمرتفع، فضلا عن ضعيفي المناعة".
ويضيف: "الصلة الوحيدة بين كورونا المستجد والفطر الأسود، هي أن المصابين بالفيروس نتيجة ضعف مناعتهم بعد الإصابة به يصبحون عرضة سهلة للفطر، وهو لحسن الحظ وبعكس فيروس كورونا غير معد".
والفطر الأسود، بحسب منظمة الصحة العالمية مرض نادر للغاية، ولا تصيب سوى الذين يعانون ضعفا شديدا في المناعة.
وتحدث الإصابة نتيجة التعرض للفطريات الموجودة في البيئة المحيطة، عند استنشاق الميكروب الذي ينتقل بعد ذلك حتى يصيب الرئتين والجيوب الأنفية، وتنتشر حتى يصل إلى الدماغ أو العينين.