على مدى التاريخ وحتى يومنا هذا ارتبطت الإبل ارتباطاً وثيقاً بحضارة الجزيرة العربية، وتحظى بأهمية واسعة في المملكة، حيث أقيمت لها المهرجانات والسباقات، كمهرجان الملك عبدالعزيز، وسباقات الهجن، تحت إشراف الاتحاد السعودي للهجن، كما تم إنشاء "نادي الإبل"، دعما لهذا الموروث الشعبي واهتماما به والمحافظة عليه.
وحضرت الإبل في الحياة اليومية لابن الجزيرة العربية قديما وحديثا، حيث كانت -إضافة إلى أنها مصدر للغذاء- ركيزة أساسية لا غنى عنها للقوافل التجارية قديما، كما أثبتت النقوش الحجرية التاريخية عمق العلاقة بين الإبل والإنسان على مدى التاريخ.
وتنفرد الإبل بصفات فريدة، تميزها عن غيرها من المخلوقات، وقال الله سبحانه وتعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).
أبرز الصفات الخلقية:
تتمتع الإبل بقدرة عجيبة على التعرف على الطريق في ظلمة الليل بالصحراء، حيث تتمكن من السير إلى وجهتها دون أن تتيه أو تكلّ أو تملّ.
- عين الإبل:
من مزايا عين الإبل أنها قوية النظر فهي تستطيع السير في الظلام، كما تتميز بأنها عضو حساس للحرارة، حيث يعمل التجويف العظمي للعين كالغرفة المكيفة، فهو مكون من طبقتين من العظام بينهما فراغ يملؤه الهواء ما يساعدها على التكيف مع درجات الحرارة العالية، والعيش في الصحراء تحت ظروف مناخية قاسية، كما تتميز بصفين من الأهداب الطويلة تقيها دخول الرمال والأتربة.
- الأنف والشفتان والأذنان:
يتميز الأنف بوجود عضلات للتحكم في إغلاق فتحتي الأنف للحماية من دخول التربة والغبار، أما الشفتين فتكون العليا منقسمة طولياً والشفة السفلية متدنية وتعملان معاً كأصابع الإنسان لالتقاط الغذاء، كما تتميز الأذنان بالقدرة على الانثناء للخلف والالتصاق بالرأس في حال هبوب العواصف الرملية.
- السنام:
يتوسط ظهر الإبل بشكل هرمي بيضاوي معتدل وتخزن فيه الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة عند نقص الغذاء، والجمل العربي ذو سنام واحد ضخم ويعيش في الوطن العربي وإفريقيا وشبه القارة الهندية، أما الجمل ذو السنامين فهو يستوطن آسيا الوسطى حيث يكون الشتاء بارداً وهو مكسو بوبر كثيف يقيه برد الشتاء.
- الجهاز الهضمي:
يكون السطح الداخلي للفم مغطى بغشاء يحتوي على ندبات تتحمل الأشواك التي تكون في الأعشاب الصحراوية، كما يوجد في سقف الحلق طبقة مخاطية تعمل على ترطيب الفم وتعد عاملاً مساعداً لعدم شعورها بالعطش لمدة طويلة، كما تمتلك الإبل أنيابا إضافية تميزها عن بقية الحيوانات الأخرى المجترة.
- الخف:
يتميز بتركيب خاص يوفر الحماية والتأقلم مع البيئة الصحراوية، فهو أشبه ما يكون من الناحية الوظيفية بإطار المركبة المملوء بالدهن بدلاً من الهواء، الأمر الذي يسمح للإبل بحمل الأثقال والسير بها في المناطق الرملية والصلبة والوعرة بذات الكفاءة.
كما تمتلك الإبل وسائد جلدية تحميها عند البروك فوق الرمال الساخنة، فلا تتأثر بحرارة الرمال.
وتتحمل الإبل فقد الماء في أنسجة الجسم حتى 30%، في حين أن باقي الكائنات الحية تهلك إذا زاد فقد الماء من أجسامها على 20%.
أسماء الإبل:
يطلق لفظ "الجمل" على ذكر الإبل إذا بلغ عامه الرابع، وهو مفرد وجمعه جمال وأجمال وجمالات، أما "البعير" فهو اسم يطلق على الذكر أو الأنثى، والشائع أن البعير يقصد به الذكر من الإبل، وجمعه أبعرة وأباعر وبعران، أما "الناقة" فيطلق على أنثى الجمل، وهو يدل على المفرد وجمعه نوق، أو أنوُقٌ، وأينُق، وأيانِق، ونِياق.
كما تسمى الإبل كذلك بألوانها فمنها المجاهيم، والمغاتير، التي لها خمسة ألوان هي (وضح، شقح، صفر، حمر، شعل).
من ألقاب الإبل:
العيس، والشملال، واليعملة، والوجناء، والناجية، والعوجاء، والشمردلة، والهجان، والكوماء، والحرف، والصبور، ولكل قوم أسماؤهم الخاصة بإبلهم وبيئاتهم.
ويقال لمن عمره 6 شهور ويرضع من أمه: "حوار"، ولمن عمره سنة ويأكل ويشرب: "مخلول"، ولمن عمره من سنة إلى سنتين: "مفرود"، ولمن عمرهمن من سنتين إلى ثلاث وبدأ يحمل الأثقال: "حِق" (بكسر الحاء)، ولمن كان عمره 4 سنوات جِذع (بكسر الجيم)، ومن كان عمره من 5 إلى 6 وبدل الزوج الأول من قواطع الأسنان فهو: "ثني"، ومن بدل الزوج الثاني من قواطع أسنانه فهو: "رباع"، ومن بدل الزوج الثالث من قواطع أسنانه فهو: "سداس"، والناقة "الفاطر" هي التي وضعت أكثر من 5 مرات وتعتبر كبيرة العمر.
ألفاظ الإبل التي وردت في القرآن الكريم:
الإبل، الناقة، العِير، البدن، الجمل، الهِيم (قال جمهور المفسرين وأهل اللغة: الهيم هي الإبل العطاش)، البعير، الأنعام (وهي: الإبل، والبقر، والغنم)، البَحيرة، السائبة، الوصيلة، الحام، العِشَار.
أشهر الأمثال والحكم عند العرب التي ذكرت فيها الإبل:
"لا ناقة لي فيها ولا جمل" ويضرب لمن يطلب منه الاشتراك في أمر لا يهمه.
"ما هكذا تورد الإبل" يقال لمن قام بعمل شيء ولم يحسنه.
"اعقلها وتوكل" ويضرب في أخذ الأسباب والاحتياط ثم الاتكال.
"جاءوا عن بكرة أبيهم" ضـرب لمن يأتون جميعاً ولم يتخلف منهم أحد.