أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ سعود الشريم، المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، مبيناً أن من حكمة الله تعالى أن قدر للإنسان أنفسا ثلاثة.

وأوضح الشريم في خطبة الجمعة اليوم، أن هذه الأنفس تتناوب في اعتراء الإنسان بين الحين والآخر ما دامت روحه في جسده، بحسب ما يتيحه هو لها من التمكن بذاته بين نفس أمارة بالسوء وأخرى لوامة وثالثة مطمئنة، مبيناً أن نقد المرء ذاته من أنبل المهمات وظيفة، وأجرئها شجاعة، إبان ثقلها على نفس المرء، وما يتبعها من كسر كبريائها وأطرها على الصواب أطرا.

وأشار إلى أن الفرد بحاجة ماسة إلى أن ينقد ذاته دون تردد أو وجل أو تسويف؛ ليصقلها صقلا يحجبه عن إبصار عيوب الآخرين، مبينا أن النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك، كما أنه ينبغي لناقد ذاته أن يبني نقده ذلك على 3 مراحل: الاعتراف بالخطأ إن وجد، وألا تحجزه الكبرياء والأنفة عن ذلك، وأن اعترافه بخطئه خير من تماديه فيه، وأن الخطأ لا يسلم منه أحد.

وأفاد بأن نقد الذات لا نعني بذلك احتقارها المفرط، الموصل إلى درجة جلد الذات أو الاحتراق النفسي، الذي يكون معه صاحبه حرضا أو يكون من الهالكين، ففرق بين النقد الهادف، المنطلق من التخلية إلى التحلية، مؤكداً أن نقد الذات أول مراحل النقد المحمود، وأثره في تحسين صورة الفرد، التي تنعكس بالضرورة على المجتمع المكون من أفراد.

وشدد على أن المرء المسلم واضح مع نفسه، صريح في نقدها، جاد في تقويمها، صادق في تصحيح مسارها، فإنه إذا استقام العود استقام الظل بالضرورة، وإلا صار كَلًّا على نفسه وعلى مجتمعه، وحملا ثقيلا في نواحي الحياة الجماعية، ولا يكون كذلكم إلا القعدة المتعثرون، الذين ينتظرون السماء أن تمطر ذهبا أو فضة وهم مستلقون على فرشهم.

وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم عن منزلة رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونشأته وصفاته وسيرته، ونصرته للنبي صلّى الله عليه وسلم ومحبته لصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، مؤكداً أن حبّ الصحابة والذبّ عنهم،ىونصرتهم، والاقتداء بهم دينٌ وقربة واتباع لأمر الله ونهج رسوله.

وأبان أن الله خلق العباد وفاضل بينهم، وخير العباد نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالة، وخير صحب للرُسل أصحاب نبيّنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم، وخيرهم خلفاؤه الأربعة من بعده، وأكملهم وأعلاهم منزلة الصدّيق الأكبر، ثم عمر الفاروق، ثم ذو النورين عثمان، ورابع الأربعة العُظماء علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، ابن عمّ النبي صلى الله علية وسلم.

وأضاف متحدثاً عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النّبي صلى الله عليه وسلم كنّاه بأبي تراب، مشيراً إلى أنه هاجر إلى المدينة، وزوّجه النَبي ابنته فاطمة رضي الله عنها، وأعانه في جهازها، وشهد له النّبي بالجنّة أكثر من مرة، وأخبر بأنّه من الشُهداء، وأنّه يحبُّ اللهَ ورسوله، ويحبهُ اللهُ ورسولُه، وكل مؤمن تبع النِّبي صلى الله عليه وسلم.

وأوصى المسلمين بأن َحْبٌ الصّحابة دِيْنٌ وقربة، وكل خير فيه المسلمون إِنما هو ببركة ما فعله الصّحابة الذين بلّغوا الدين، مبيناً أن الله عز وجلّ خصّ الخلفاء الراشدين بفضائل لم يختصّ غيرهم بها، إذ شهد لهم النَبي صلى الله علية وسلم بالهدى والرشاد، وأمر باتباع سنتهم، ولزوم طريقهم، وإمامهم المقدّم فيها أبو بكر، ثم عمر ثم عثمان ثم علي -رضي الله عنهم- وخير الصّحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين.

واختتم الخطبة بقوله: ومَنْ أحب الصّحابة حشر معهم، ومِن حُبّهم نصرتُهم، والذّبُّ عنهم، والثناء عليهم والاقتداء بهم.