يُعرف في الأدب العربي أن بيت شعر قـتل صاحبه، وهو لإمام شعراء العربية أبي الطيب المتنبي، الذي قال فيه: "الخيل والليل والبيداء تعرفني-- والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، لكن رياضة كرة القدم تعرف هي الأخرى هدفًا قتـل صاحبه، وهو الهدف الذي سُجل في مثل هذا اليوم من عام 1994، خلال كأس العالم المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية، فما قصة هذا الهدف ومن صاحبه؟.
بداية القصة
ارتفعت طموحات الكولومبيين بعدما لعبوا في تصفيات المونديال المؤهلة لكأس العالم 1994، في مجموعة ضمت الأرجنتين بقيادة الأسطورة الكروية مارادونا، والبارغواي وبيرو، وتأهلوا.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تصدر المنتخب الذي يُطلق عليه "القهوجية" المجموعة برصيد 10 نقاط، بعد مباراة حافلة في العاصمة الأرجنتينية بوينيس آيريس، انتهت بفوز كولومبيا بخماسية نظيفة، وكأن الفوز كان ردًا على تصريحات مارادونا، الذي أشار إلى ضعف المنتخب الكولومبي قبيل المباراة.
الرهانات
بعد هذا الفوز المدوي وضعت مافيا المخدرات الكولومبية رهانات عدة على صعود منتخب بلادهم إلى نهائي كأس العالم، ووصل الأمر إلى تعليق رهانات على فوز المنتخب بالكأس.
انتكاسة
في المجموعة الأولى، التي ضمت أمريكا ورومانيا وسويسرا وكولومبيا، خسرت كولومبيا المباراة الأولى أمام رومانيا، بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ما جعل حظها في الصعود متعثرًا ومشروطاً بأن تفوز في المباراة التالية على المنتخب الأمريكي أو تتعادل معه على أقل تقدير، حتى تبلغ دور الـ 16.
أُقيمت المباراة على أرضية ملعب الدولة المضيفة "روز بول" في ولاية كاليفورنيا، ولا تزال الرهانات في الخلفية مشتعلة على إمكانية تحقيق الحلم، إلا أنه عندما أشارت ساعة الملعب إلى الدقيقة 35، سجل أندريس سكوبار هدفًا في مرمى بلاده (كولومبيا) بالخطأ، هذا الهدف تسبب في هزيمة كولومبيا بهدفين مقابل هدف وحيد في هذه المباراة.
وهنا حُسمت النتائج، لن يتأهل المنتخب إلى دور الـ 16، فودع البطولة من الدور الأول، وعادت بعثة المنتخب، وعقب أيام من هذه الواقعة خرج سكوبار مع أصدقائه في نزهة.
وبينما كان سكوبار، البالغ من العمر 27 عامًا وقتها، يشرح لضيوف الحانة التي خرج إليها ولأصدقائه سبب الخروج وكيف سجل هدفًا بالخطأ في مرماه، في ظل خوف زملائه من مواجهة الجماهير، أطلق 3 من رجال العصابات النار على المدافع الكولومبي وقتلوه، وكان هذه في الثاني من يوليو عام 1994.
الجنازة
شيع الكولومبيون المدافع الشاب، وشارك في تشييعه الرئيس الكولومبي، وقتها، سيزار غافاريا، ليُعلن بعد أيام منها القبض على الجناة، والذين ثبت انتماؤهم لعصابة تابعة وللمصادفة تحمل اسم تاجر المخدرات الشهير بابلو سكوبار.