أعلنت السلطات في هايتي، اليوم (الأربعاء)، اغتيال رئيس البلاد، جوفينيل مويس، بعدما هاجم مجهولون مقر إقامته الخاص وأطلقوا عليه النار ليلًا.

وقالت الحكومة في هايتي في بيان رسمي، إنه في حدود الساعة الواحدة صباحا (بالتوقيت المحلي) من ليلة الأربعاء، قام مجموعة من الأشخاص المجهولين، من بينهم من يتحدث باللغة الإسبانية، بمهاجمة محل إقامة رئيس هايتي، متسببين له في إصابة قاتلة.

وتابعت بأنه يتم الآن اتخاذ الإجراءات الضرورية، فيما دعا الوزير الأول الدكتور كلود جوزيف السكان إلى الهدوء، مؤكدًا على أن الوضع الأمني للدولة تحت السيطرة، فمن الرئيس المغتال؟

هو جوفينيل مويس المولود في 26 يونيو 1968، والسياسي المعروف، والرئيس الثاني والأربعين لهايتي، ويتولى منصبه منذ فبراير عام 2017.

بداية العهد

في ظل أجواء مشحونة، خاض جوفينيل مويس الانتخابات الرئاسية في هايتي، ممثلًا عن حزب الرئيس السابق، ميشال مارتيلي، وحصل على 55.6% من الأصوات، فيما حصل المنافس الذي حل في المركز الثاني، جود سيلستين، على 19.5% من إجمالي أصوات الناخبين.

الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2016، حصدت انتقادات واسعة، إلا أن اللجنة الانتخابية أعلنت فوز مويس في الانتخابات، بعدما استبعدت ما سمّته "مزاعم التلاعب".

وعقب فوزه أعلن مويس، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بتأمين الطعام والمال للجميع، دعوة إلى مكافحة الفساد في البلاد، مطالباً بكتابة صفحة جديدة في تاريخ البلاد، لتشعر الأجيال القادمة بالفخر.

احتجاجات ضد قرارات الرئيس

في يوليو 2018، اندلعت أعمال سلب ونهب في شوارع عاصمة هايتي، بعد يومين من الاحتجاجات الدامية على قرار رفع أسعار الوقود، الذي عادت الحكومة وعلقته.

وفي قلب العاصمة بور أو برنس، شُوهد عدد من المتاجر تتعرض للنهب، فيما كانت مجموعات من المحتجين تضع حواجز جديدة في الطرق في ضواحي العاصمة.

ليعود رئيس الوزراء، جاك غي لافونتان، ويعلق قرار رفع أسعار المحروقات "حتى إشعار آخر"، فيما دعا الرئيس جوفينيل مويس المحتجين "للعودة لمنازلهم"، مشيرا إلى أن التراجع عن رفع الأسعار "صحح ما كان يجب تصحيحه".

لكن تعليق رفع الأسعار لم يهدئ الاضطرابات، خصوصا مع مطالبة المحتجين بتنحي الرئيس وإعلانهم إضرابا عامًا ليومين.

احتجاجات أخرى

في فبراير 2019، تجددت الاحتجاجات ضد مويس الذي اتهم بالفشل، في توفير المواد الحيوية الأساسية للمواطنين وتبذير أموال الدولة، فيما طالب المحتجون، باستقالة الرئيس وتحسين الظروف المعيشية.

وأعلن متظاهرو هايتي، معارضتهم للولايات المتحدة التي تدعم "مويس"، ونددوا بتدخل واشنطن في سياسة بلادهم وأحرقوا العلم الأمريكي ورفع بعضهم علم روسيا، وطلب المتظاهرون من موسكو مساعدتهم في حل الأزمة.

هروب السجناء

وفي الشهر نفسه، وفي ظل الاحتجاجات المتواصلة، أعلنت الشرطة في هايتي أن جميع نزلاء أحد السجون تمكنوا من الفرار أثناء تظاهرات مناهضة لرئيس البلاد تخللتها أحداث عنف.

الطعن في الشرعية

وفي مطلع هذا العام (2021)، عيّنت أحزاب المعارضة في هايتي، قائدا انتقاليا مقابل الرئيس المطعون في شرعيته، والذي أصبح متهمًا بالسعي إلى تمديد ولايته لمدة عام بشكل غير قانوني.

وألقى القاضي جوزيف ميسين جان-لويس (72 عاماً)، وهو عضو في محكمة الاستئناف منذ 2011، خطابا مقتضبا يعلن فيه قبول خيار المعارضة والمجتمع المدني للتمكن من خدمة بلده كرئيس مؤقت للمرحلة الانتقالية.

تبرير

في الوقت نفسه، قال الرئيس الراحل، إن ولايته الرئاسية تستمر حتى فبراير 2022، بعدما انتخِب في اقتراع أُلغِيَت بعد ذلك نتائجه بسبب عمليات تزوير، وأعيد انتخابه لاحقاً في عام 2018.

محاولة انقلاب

في تلك الأثناء، أعلنت السلطات في هايتي، إحباط محاولة انقلاب ضدّ مويس الذي أكّد نجاته من محاولة اغتيال، وأوقفت الشرطة 23 شخصًا في منزل خاص في العاصمة، وبحوزتهم أسلحة نارية وعدد من السواطير.

آخر القرارات

وكان آخر قرارات موييس، هو تعيين أريال هنري رئيسا للوزراء في هايتي أمس الثلاثاء، ليكون سابع رئيس وزراء يشغل المنصب منذ أربعة أعوام ونصف.

وأشار مويس في تغريدة له الإثنين، إلى أن هنري سيشكل حكومة جديدة، ويعمل على مواجهة مشكلة العنف في البلاد لضمان إجراء الانتخابات المقبلة في مناخ سلس.

ويشار إلى أنه بعد إلغاء إجراء انتخابات برلمانية كانت مقررة في أكتوبر 2019، نتيجة الاحتجاجات العنيفة ضد مويس، لم تحظ هايتي ببرلمان منذ بداية الفصل التشريعي في يناير 2020.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالإضافة إلى استفتاء دستوري في 26 سبتمبر المقبل.