حذّر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي، أن الأخير أعاد تنظيم صفوفه في محافظة ديالى العراقية ومناطق أخرى في شرق سوريا، ملقياً اللوم في ذلك على الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران التي تضيق الخناق على السكان المحليين.

في التفاصيل، أوضح قائد مركز التنسيق المشترك في التحالف الدولي الكولونيل ديف وليامز، السبت، أن داعش يعمل على تنظيم صفوفه في ديالى، مشيراً إلى أن الميليشيات الخارجة على القانون تضايق السكان السُنة وتدفعهم إلى الانخراط في صفوف التنظيم.

وتابع أن هجمات تلك الميليشيا المستمرة ضد القوات الأميركية قد أدت إلى تشتيت الأخيرة عن مهمتها الأساسية في العراق المتمثلة بمحاربة داعش.

ومن جهة أخرى، فإن المضايقات الطائفية التي يتعرض لها الشباب السنة في العراق، يدفع العديد منهم للانخراط في صفوف داعش، بحسب تعبيره.

كما شدد في تصريح لوسائل إعلام كردية، على أن تلك الميليشيا لا تحل أي مشاكل، بل تجعل الوضع أكثر تعقيداً.

كذلك لفت إلى أن تهديدات الميليشيات وهجماتها، التي تحاول دفع القوات الأميركية إلى الانسحاب من العراق، لا تجدي نفعاً، في إشارة منه إلى الاعتداءات المتكررة التي تطال قواعد أميركية في البلاد.

داعش مازال خطراً

في سياق متصل، أكد وليامز على أن تنظيم داعش مازال يشكل خطراً كبيراً، لافتاً إلى أن التحالف الدولي يحاول القضاء عليه، بينما تخلق الميليشيات الخارجة عن القانون مشاكل كثيرة في هذا الإطار، وفق تعبيره.

كما أشاد بجهود السلطات العراقية متمثلة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والقوات المسلحة، كاشفاً عن أن التحالف يعمل على المساعدة في إنشاء ألوية قوة مشتركة تتألف من الجيش العراقي وقوات البيشمركة لـسد الثغرات الأمنية.

وخلص المسؤول الأميركي إلى أن الخطة الجديدة ستتمثل في نقل الوحدات المشتركة إلى المناطق المتنازع عليها بـ"هدف ملاحقة فلول داعش".

الميليشيا تصعّد بتكتيك جديد

يشار إلى أن الميليشيات العراقية كانت صعّدت خلال الأسابيع الماضية هجماتها ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، وفق استراتيجية جديدة تعتمد نهج الهجمات المزدوجة (الصواريخ والطائرات المسيّرة) في آن واحد، في تكتيك تسعى من خلاله إلى إرباك المنظومة الدفاعية في رصد ومتابعة الهجومين في اللحظة ذاتها.

ومنذ بداية العام، استهدف أكثر من 40 هجوماً المصالح الأميركية في العراق، بينها السفارة في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضم أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلا عن مواكب لوجستية للتحالف الدولي ضد داعش، الذي تقوده واشنطن.