تصاعدت في الأيام الأخيرة لهجة الصراع الدبلوماسي القائم بين الجزائر والمغرب، كما استدعت الجزائر سفيرها لدى الرباط للتشاور فوراً، فيما عمل الإعلام في الدولتين على تبرير مواقف حكومة بلاده.
وبدأت الأزمة الجديدة مع طلب المغرب في اجتماع حركة عدم الانحياز بمنح حق تقرير المصير للشعب القبائلي في الجزائر، لترد الجزائر ببيان شديد اللهجة واصفة الأمر بالانحراف الخطير، ومتهمة المغرب بدعم جماعات إرهابية.
وتعتبر الجزائر حركة استقلال منطقة القبائل، إرهابية، لذلك هددت خطوة المغرب بتوتر جديد بين البلدين، بعد أن هدأت بعودة زعيم جبهة البوليساريو المعارض للمغرب، إبراهيم غالي، إلى الجزائر، التي تناصر قضية "شعب الصحراء"، فكل دولة تدعم فصيلاً معارضاً للدولة الأخرى.
ويقود حركة انفصال القبائل الناشط الأمازيغي، فرحات مهني، ومقره باريس، وهي حركة تأسست في أعقاب ما يعرف بـ"الربيع الأمازيغي" سنة 2001، وتتهمها الجزائر بأنها حركة انفصالية وعنصرية.
وبلغ التناحر الإعلامي بين المغرب والجزائر، مداه حيث شبهت صحيفة الشروق الجزائرية، ردة فعل بلادها على الخطوة المغربية، بـ"طوفان غضب"، في حين وصفت صحيفة "هيسبريس" المغربية الغضب الجزائري بـ"السعار".
وأوضح المحلل السياسي المغربي، خالد الشيات أن إعلام بلاده لم يتناول موقفها من انفصال منطقة القبائل الجزائرية، وأن كلام السفير مجرد تصور ولا يمثل موقف المغرب الرسمي، بل توجيهاً للجزائر مؤداه "ألا تضرب جيرانها بالحجر إذا كان بيتها من زجاج".