أكد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، أن رفض أفغانستان تسليم أسامة بن لادن للمملكة، رغم أعماله العدائية ضدها، نتج عنه أحداث 11 سبتمبر، داعيا إلى التمهل في الحكم على الوضع الحالي في أفغانستان.
وأوضح، خلال لقاء في برنامج "الموقف" على قناة السعودية اليوم الأربعاء، أنه حاول مع زعيم طالبان السابق الملا عمر تسليم أسامة بن لادن للمملكة بعد أن كان يقوم بأعمال عدائية ضد المملكة من داخل أفغانستان، إلا أن الملا عمر لم يقبل بذلك، وكانت النتيجة أن وقعت أحداث 11 سبتمبر، وأعقبها الغزو الأمريكي لأفغانستان.
وأضاف أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي طلب من الملك عبدالله أن يتوسط في الخلاف القائم بين حكومته وبين طالبان، وأن وفداً من طالبان قدم إلى المملكة في ذلك الحين، وقيل له ألا يتوقع من المملكة أي دور لها في أفغانستان طالما أن طالبان على علاقة مع تنظيم القاعدة، وأنه للأسف لم يقبل وفد طالبان أن يقطع علاقة الحركة مع تنظيم القاعدة.
وأشار الفيصل إلى أن الدول المحيطة بأفغانستان تسعى جميعها إلى أن يكون لها مصلحة فيما سينتج عنه الوضع بعد الانسحاب الأمريكي منها، مضيفا أن مكونات الشعب الأفغاني عديدة؛ عرقياً ومذهبياً، مما له تأثير على تعقيد الوضع، وعدم السماح بالاستنتاج السريع لما ستصل إليه الأمور هناك.
وعبّر عن اعتقاده أن القصة لم تنتهِ في أفغانستان، بالانسحاب الأمريكي، وأنه للوصول لمعرفة من سيتولى الحكم والسيطرة على أفغانستان بالكامل، يجب التأني لنعرف بالضبط من سيكون، مشيراً إلى أنه سيصدر كتابه "ملف أفغانستان"، قريباً، ليتناول ما جرى بالنسبة للمملكة وأفغانستان بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان.