نفذت وزارة الداخلية، اليوم (الخميس)، حكم حد الحرابة قتلاً، في المواطن محمد بن إبراهيم بن علي الرفاعي الذي اعتنق المنهج التكفيري، وتورط بالانتماء لتنظيم داعِـش واقتحام أحد المصارف بمدينة جازان.
وتعود تفاصيل الحـادث إلى 6 أكتوبر عام 2015م عندما اقتحم الجاني فرعا لمصرف الراجحي بجازان، ما أسفر عن مـقتـل شخصين، وإصابة آخرين، وفيما يلي تفاصيل جريمته.
مشاجرة قبل الحـادث
شهد اليوم السابق للاقتحام وقوع مشاجرة بين الجاني وبين مدير الفرع، ومنها تطورت الأحداث، حيث عزم الأول على اقتحام المصرف، وبالفعل نفذ ذلك، فدخل بشكل عادي جدًا للمصرف، وبعدها أشهر سلاحـه فجأة وطلب من الجميع الخروج، وصرخ فيهم: "اطلعوا"، فسارع الناس بالهروب، ثم أطلق الجاني رصاصة تجاه شباك زجاجي فتحطم، ثم كرر الأمر وأطلق طلقتين، وأخذ يردد بصوت عال "الله وأكبر"، وبدأ العملاء حينها يتدافعون بشدة للخروج.
لحظات مرعبة
لم يتمكن الجميع من الخروج، وقام الجاني باحتجاز عدد من الرهائن، الذين ظلوا في حالة فزع لمدة 3 ساعات، إلى أن قامت قوات الأمن بتحريرهم، بينما أسفر الحـادث عن مقتـل يحيى بن أحمد بن محمد شيبان، وعبدالله بن عبده بن محمد بكر، وإصابة مدير المصرف عبدالرحمن القحطاني والموظف عبدالإله القحطاني، بالإضافة إلى اثنين آخرين تلقيا العلاج في موقع الحـادث.
إنقاذ الرهائن
تلقت قوات الطوارئ الخاصة في الساعة 11 صباحا بلاغا عن وجود مسلح قام باقتحام مصرف الراجحي وإطلاق النار واحتجاز عدد من الرهائن، فسارعت إلى مباشرة البلاغ، وتطويق المبنى، وإخراج الموجودين من موظفين ومراجعين عن طريق مخارج الطوارئ في المصرف، وبدأ الجاني بإطلاق النار على قوات الأمن من مكان مُحصن بالمصرف، لكن القوات تصدت له، واقتحمت المكان بمدرعة، مما جعل الجاني يرتبك، وقام بتسليم نفسه لهم، دون إصابات بشرية بين قوات الأمن.
لحظة التفتيش
لاحظت قوات الأمن عند تفتيش الجاني أنه أصيب بعدة إصابات خفيفة من تطاير الزجاج عليه، فضلا عن رشاش ومسدس استخدمه في تنفيذ عملية الاقتحام، وتم بعدها إحالته للجهات المختصة للتحقيق معه، وإكمال الإجراءات النظامية بحقه.
شهادة أسرة الجاني
أدلى بعض أفراد أسرة الجاني بعد وقوع الحـادث بعدة تصريحات بشأن الجاني والظروف المحيطة به، حيث اتضح أن والدي المجرم منفصلان، وأن أسرته كانت تستعد للاحتفاء بزواج شقيقه عندما وقع الحـادث، فيما ذكر مصدر مقرب من أسرته أنهم لاحظوا تغير فكره منذ فترة، وترددوا كثيراً في الإبلاغ عنه قبل حدوث الواقعة.
بدء المحاكمة وكشف الحقائق
في 19 مارس 2017 بدأت محاكمة "المتهم"، بالمحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، حيث وجّه الادعاء العام للمواطن تهماً من بينها تأييد تنظيم "داعـش"، وتكفير ولاة الأمر ورجال الأمن، بالإضافة لتعاطي الحشيش، ومتابعة أخبار تنظيم "داعـش" ومقاطع القتـال وتأثره بها، فضلا عن قيامه باقتحام فرع المصرف في جيزان، ما تسبب في مقتـل اثنين وإصابة 4 آخرين ومقاومته لرجال الأمن وإطلاق النار باتجاههم.
وعندما سأله القاضي في المحاكمة عن سبب ارتكابه للجريمة أجاب :"فعلت ذلك قدح من رأسي"، وواصلت المحكمة إجراءاتها وصدر بحقه صك يقضي بثبوت ما نسب إليه، وتم الحكم علي الجاني بإقامة حد الحرابة عليه، وأن يكون ذلك بقتله، وأُيّد الحكم من مرجعه، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً، ونُفذ حكم القتـل حداً، اليوم، في الجاني بإصلاحية سجون جازان.