يعتبر كثيرون أن يوم 6 أغسطس 1945م أحد أسوأ الأيام في التاريخ، عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية اسمها "الولد الصغير"، على مدينة هيروشيما اليابانية، فقتـلت 80 ألف نسمة، قرب نهاية الحرب العالمية الثانية.

ولم تكتفِ أمريكا بذلك، بل ألقت بعد 3 أيام قنبلة ذرية أخرى، هي "الرجل البدين" على مدينة ناغازاكي اليابانية، فقتـلت أكثر مما قُتـل نتيجة إلقاء القنبلة الأولى.

فما الذي حـدث ذلك اليوم وأدى إلى مقتـل عشرات الآلاف من الضحايا في اليابان؟

- ألقت قاذفة القنابل الأمريكية بي-29 "إينولا جاى"، بقيادة الكولينيل بول تيبيتس، أول قنبلة ذرية عرفها الإنسان "الولد الصغير"، في مثل هذا اليوم منذ 76 عاماً، على مدينة هيروشيما اليابانية، كأول سـلاح نووي في التاريخ.


- طوّرت أمريكا القنبلة ضمن مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تستمد القنبلة القوة التفجيرية من الانشطار النووي لليورانيوم، وهو التفجير الثاني في التاريخ، بعد تفجير تجريبي حمل اسم "ترينيتي".


ومن أحداث يوم 6 أغسطس أن مسؤولي هيئة الإذاعة اليابانية لاحظوا توقف محطة هيروشيما عن الإرسال، وانقطعت وسائل التواصل معها حتى بالتلغراف الذي كان يعمل عبر محطات القطارات، ووردت أنباء عن توقف بعض القطارات بالقرب من هيروشيما، بسبب انفجار.


قامت قيادة هيئة الأركان العامة للجيش الياباني بإرسال ضابط إلى هيروشيما، ليتفقد المدينة التي أصبحت صامتة، وبعد طيران 3 ساعات تقريباً، وعلى بعد 160 كيلومترا، رأى الضابط والطيار سحابة كبيرة من الدخان تغطي المدينة بشكل كامل.


وطافت الطائرة حول المدينة، ثم هبطت، حيث وجد الضابط كل شيء مشتعلا، وحاول القيام بعمليات إنقاذ، فيما أعلن وقتها أن جميع الكائنات الحية، الإنسان والحيوان، لم يصبح لها وجود، وكانت المدينة حرفياً عبارة عن "أخدود للموت".


تفجير القنبلتين كان أبرز أحداث الحرب العالمية الثانية، فبعد 6 أيام من تفجير القنبلة الثانية على ناغازاكي، في 15 أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، ووقعت على ذلك رسمياً في 2 سبتمبر، وكانت ألمانيا استسلمت قبلها ما أنهى الحرب في أوروبا بالكامل.

ويرى البعض أنه لم يكن هناك داعٍ لإقدام الولايات المتحدة على إلقاء القنبلتين لكي تستسلم اليابان، حيث كانت تحتضر، إلا أن السبب المتوقع أن المقاتل الياباني عنيد ولا يستسلم بسهولة، وسبّب خسائر للقوات الأمريكية، فرأت أمريكا أن ذلك هو الحل لكسر العناد الياباني.


وبذلك انتصرت الولايات المتحدة على اليابان في الحرب وأصرت، بعد استسلام اليابان، - بلا قيد ولا شرط - على إنشاء دولة ديموقراطية هناك، وأن يكون تسليح الجيش الياباني محدوداً وأن تستخدم المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية فقط.