يعد الأرق أو الصعوبة في النوم مشكلة ربما لا يوجد شخص لا يعاني منه في بعض الأوقات، لأسباب مختلفة ومتعددة، وقد يكون الأرق سبباً في بعض المشكلات الصحية.
ويقول طبيب نفسي يدعى سوديبتتو تشاترجي، إن النوم جزء من التطور وهو حاسم لبقاء الكائن الحي، لدرجة أننا في نهاية المطاف نقضي ثلث حياتنا نائمين، فهو يمنح الدماغ وقتاً لإعادة نشاطها ويساعد في تقوية الذاكرة.
وقد يؤدي قلة النوم إلى الشعور بالتعب والغضب صباح اليوم التالي، وقد يتسبب كذلك في الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الـدم والسكري، إلى جانب مشاكل للصحة العقلية.
التوتر والأرق: يجعل التوتر الدماغ نشطاً للغاية فلا يسمح له بالتوقف عن العمل، كما يؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم التي تخبرنا بوقت النوم أو الاستيقاظ، ويؤدي كل ذلك لإفساد الإيقاع اليومي الذي يؤدي بدوره إلى اضطرابات النوم. ولابد من الإشارة إلى أن نمط الحياة الحديث يفسد الإيقاع اليومي، حيث ينتهي الأمر إلى تناول كميات كبيرة من القهوة والكحول والأشياء الأخرى، التي بدورها تعيق النوم.
تشخيص الأرق: ينظر الطبيب إلى سجل المريض لمعرفة أن كان لديه أرق أم لا، ثم ينظر في جوانب أخرى لمعرفة سبب الأرق إن وجد، مثل إن كان الشخص يعاني من توقف التنفس أثناء النوم، أو الاكتئاب أو التوتر والقلق وما إلى ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن النساء غالباً يعانين من اضطرابات في النوم أكثر من الرجال، لأنهن الأكثر عرضة لمشكلات نفسية تؤثر على النوم. ورغم أن الأرق لا يعد مرضاً قاتـلاً، إلا أن قلة النوم لفترة طويلة تؤدي للإصابة بحالات صحية وبدنية تقصر من عمر المريض، مثل السكري وارتفاع ضغط الـدم.
العلاج: يعالج الأرق بالأدوية، وقد يحتاج المريض كذلك لإجراء بعض التغييرات في نمط حياته، لتحقيق فوائد طويلة الأجل، فمن الخطورة أن بعض المرضى قد يصل للاعتماد على الحبوب المنومة، وبمجرد توقفهم عنها يقع في دائرة مشكلة كبيرة، لذلك عليهم التقليل منها تدريجياً.
ومن الأنشطة التي ينصح باتباعها للحصول على نوم عميق، اتباع الروتين بمحاولة الذهاب للنوم والاستيقاظ في وقت محدد، والابتعاد عن الشاشة قبل النوم لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يعبث بإيقاع الساعة البيولوجية. وينصح كذلك بممارسة الرياضة وتناول الطعام الخفيف مساءً، وبعد ذلك كله إن كان لا زال هناك مشاكل في النوم، فيمكن قراءة كتاب بدلاً من التقلب في الفراش.