أصدرت وزارة الداخلية، اليوم (الخميس)، بيانًا، يفيد بتنفيذ حكم القتل حدًا في أحد الجناة بمنطقة مكة المكرمة، إثر ثبوت إدانته في قَتل وكيل رقيب "عبد الله بن مشاري السبيعي".

وأوضحت الداخلية أن "عبدالعزيز بن سعود المالكي"، المؤيد لأحد التنظيمات الإرهابية التي تكفر رجال الأمن، أقدم على قَتل الشهيد السبيعي، بالترصد له أثناء تأدية عمله، وطعنه عدة طعنات ما أدى لوفاته.. فما قصة استشهاد السبيعي التي انتهت فصولها بتنفيذ حكم القتل في الجاني؟

3 أعوام مضت

في الأول من يونيو 2018، وخلال أحد أيام شهر رمضان المبارك، صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، بأنه عند الساعة 9:15 مساء الأربعاء 30 مايو 2018، تعرض وكيل رقيب، عبدالله مشاري نايف السبيعي، وهو يؤدي مهام عمله في إدارة حركة المرور بشارع الجيش بمحافظة الطائف، للطعن بسلاح أبيض من أحد الأشخاص نتج عنه استشهاد السبيعي.

محاصرة الجاني

وأضاف المتحدث الأمني، أن الجاني حاول الفرار باستخدام دورية المرور، إلا أن الجهات الأمنية حاصرته، ما أدى لترجله منها بعدما أخذ السلاح الموجود داخلها، ثم اتجه إلى أحد المباني الحكومية وهو يطلق النار تجاه رجال الأمن.

وأشارت الداخلية إلى أن المتهم تم التعامل معه، وفقًا لما تطلبه الموقف، ثم ألقي القبض عليه بعد إصابته، التي نقل إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، موضحة أن اثنين من رجال الأمن، أحدهما من الحرس الوطني والآخر من الدوريات الأمنية، أصيبا خلال المواجهات.

السحور الأخير للشهيد

عقب الحادثة، وخلال تصريحات لوسائل إعلام محلية، قال شقيق الشهيد ويدعى "ناصر"، إنه التقى أخاه للمرة الأخيرة قبل يومين من الحادث على وجبتي الإفطار والسحور، ليقرر بعدها الشهيد الذهاب لمكة لأداء العمرة، ثم العودة إلى عمله في الطائف.

وأضاف شقيق الشهيد أن السبيعي (29 عامًا)، له ولد واحد اسمه مشاري، مؤكدًا صبر العائلة واحتسابها الأجر بعد سماعها الخبر من زميل الشهيد.

التحقيقات

باشرت النيابة التحقيقات على الفور، للوقوف على تفاصيل الحادث، بعد إلقاء القبض على الجاني، وأحالته للمحكمة الجزائية المتخصصة، التي أصدرت بحقه صكًا يفيد بثبوت ما نسب إليه، وحكمت عليه بإقامة حد الحرابة قتلًا.

وأيدت محكمة الاستئناف المتخصصة والمحكمة العليا، حكم الجزائية المتخصصة، فيما صدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا وأيد من مرجعه بحق الجاني.

الدفن والعزاء

وفي 1 يونيو 2018، شيع أهالي محافظة الخرمة التابعة لمنطقة مكة المكرمة، الشهيد، بحضور ومشاركة مدير عام المرور حينها اللواء محمد البسامي، وعدد من القيادات الأمنية والمدنية، ومحافظ الخرمة المكلف مطلق السبيعي.

وأديت على الفقيد صلاة الجنازة بعد صلاة الجمعة، في جامع الملك عبدالعزيز، ودفن في مقبرة حوقان، وكانت قيادة المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ووزير الداخلية، حريصة على نقل تعازيها لعائلة الشهيد، عبر اللواء محمد البسامي.

تنفيذ الحكم.. آخر فصول القصة

فيما أعلنت وزارة الداخلية اليوم (الخميس)، تنفيذ حكم القتل بالجاني، بمحافظة جدة، مؤكدة للجميع حرص حكومة خادم الحرمين على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله، فيمن يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم، محذرة من تسول له نفسه ارتكاب هذه الأعمال الإرهابية بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.