أكدت المملكة أسفها لتوتر العلاقات بين المغرب والجزائر، ودعت الدولتين لتغليب الحوار والحلول الدبلوماسية لحل الخلافات، وإعادة العلاقات بينهما بأسرع وقت ممكن، بعد إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، على خلفية مشاكل تاريخية منذ عقود، تتجدد بين الحين والآخر.

وقطعت الجزائر العلاقات بعد أيام من حديث ملك المغرب محمد السادس، والذي أكد فيه على رغبته في إقامة علاقة قوية ومتوازنة مع دول الجوار، فيما بررت الجزائر قطع العلاقات بدعم الرباط منظمتين إرهابيتين تورطتا في الحرائق الأخيرة في الجزائر.

حرب الرمال

يعود تاريخ الخلاف بين الجزائر والمغرب إلى عام 1963م، حيث دخلا في نزاع مسلح عُرف باسم "حرب الرمال" بسبب مشاكل حدودية، واستمر لنحو شهرين، قبل أن يتوقف بوساطة من الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، ومن ثم وقعا اتفاقية سلام عام 1964م.

تجدد الخلاف

ورغم الاتفاقية فإن العلاقات لم تكن على ما يرام، حيث تجدد الخلاف بينهما علانية عام 1976م، حيث قطع المغرب علاقاته مع الجزائر بعد اعتراف الأخيرة بقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وتطور الخلاف بينهما بشكل أكبر بعد تولي الشاذلي بن جديد مقاليد الحكم في الجزائر.

وساطة سعودية

بعد 12 عاماً من القطيعة أسفرت الوساطة السعودية عن عودة العلاقات بين البلدين، حيث بدأت الوساطة عام 1987م، وأسفرت عن عقد لقاء بين الملك الحسن الثاني والرئيس بن جديد على حدود البلدين وعُرفت وقتها بـ"قمة الخيام"، وبعدها بادر المغرب بإطلاق سراح الأسرى الجزائريين، ومن ثم أرسل الرئيس الجزائري مبعوثين منه لدعوة ملك المغرب لحضور القمة العربية في بلاده، ليستأنفا عام 1989 العلاقات الدبلوماسية.

إغلاق الحدود

استمرت العلاقات بين البلدين حتى عام 1994م، والذي شهد عودة التوتر بينهما من جديد، حيث اتهم المغرب الجزائر بمساندة جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، في حين تعتبر الرباط المنطقة جزءا من الأراضي المغربية، ومنذ ذلك الوقت ظلت الحدود بينهما مغلقة، وتجددت الخلافات مؤخرا.