أعلنت الخارجية السودانية، الاثنين، أن مفاوضات سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي.

وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية، محمد شريف عبدالله، في رسالة خطية بعث بها إلى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن المفاوضات الثلاثية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت الأخيرة.

كما تناولت الرسالة تفعيل المقترح المقدم من السودان والذي أيدته مصر والقاضي بتشكيل وساطة رباعية تقودها الكونغو بصفتها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي وبمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وأميركا، مؤكدا موقف بلاده الساعي للتوصل لاتفاق شامل وعادل ومتوازن وملزم قانونا حول ملء وتشغيل سد النهضة.

مزيد من الضغوطات الخارجية

وكانت الخارجية الإثيوبية قد أكدت قبل أيام أن أديس أبابا تنتظر دعوة الكونغو لمواصلة استئناف مفاوضات سد النهضة. مشيرة إلى أنها تتوقع المزيد من الضغوطات الخارجية فيما يخص ملف سد النهضة، وإنها لن تكترث إليها أبدا، معتبرة أن الضغوط الأميركية بشأن ملف سد النهضة تراجعت بعد نجاح عملية الملء الثاني لبحيرة السد.

يذكر أن وزارة الخارجية الإثيوبية كانت أعلنت أواخر الشهر الماضي (يوليو) أن الملء الثاني لسد النهضة تم وبالكمية التي كانت مقررة من قبل وهي 13.5 مليار متر مكعب، مشددة في حينه على أن هذا الملء لن يضر مصر والسودان.

ولطالما عارضت الخرطوم والقاهرة الموقف الإثيوبي الأحادي في هذا الملف الشائك والعالق منذ سنوات.

تفاوض بلا توافق

يشار إلى أنه منذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل السد الذي تعده أديس أبابا ليكون أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، بقدرة تصل إلى 6500 ميغاوات، دون التوصل إلى توافق.

وفي مارس 2015 وقع قادة الدول الثلاث في الخرطوم اتفاق إعلان مبادئ، إلا أن الخلافات استمرت، واستعرت مع بدء إثيوبيا الشهر الماضي (يوليو 2021) عملية الملء الثانية لخزان السد.

ففي حين ترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد، تعتبره مصر تهديداً لها ولحصتها المائية، لاسيما أن نهر النيل يؤمن نحو 97% من مياه الري والشرب في البلاد، فيما تعتبره الخرطوم خطرا على سدودها أيضاً.