تميزت جبال الباحة بتكوينات طبيعية وجذابة، زادت من إقبال السُياح عليها، تمثلت هذه الجِبال بـ" منتجعات الكهوف" التي ابتكرها سُكان "شدا الجبل" في محافظة المخواة، فحولوا مغارات الجبال المهجورة التي كان يسكُنها الأسلاف لمنتجعات حديثة مزودة بكافة الخدمات.

عُرف عن شدا الأسفل أنه جبل عملاق يرتفع عن سطح البحر نحو 1700م، اشتهر بالزراعة، وزادت شهرته بفضل هذه الكهوف التي جعلته من أبرز الوجهات السياحية بمنطقة الباحة، وزاد الإقبال على هذه الكهوف، حتى باتت عنصراً فاعلاً في عالم السياحة الريفية.

وكشف عبدالرحمن ناصر الشدوي أحد أصحاب تلك المنتجعات أن تصاميمها مستوحاة من طبيعة الجبل وكهوفه وصخوره المجوفة، مشيراً إلى أن هناك إقبالاً مميزاً على هذه الكهوف السياحية من الزوار من داخل المملكة وخارجها، كونها تتميز بأجوائها المعتدلة هذه الأيام.

من جانبه أوضح محمد صالح الشدوي أن تلك الكهوف تمت تهيئتها وتجهيزها بكل ما يحتاجه السائح، وتتضمن مجالس وغرف نوم ومطابخ وصالات، ومطلات تطل على معالم محافظة المخواة، كما أن الطرق المؤدية إلى تلك المنتجعات سهلة ومعبدة.

وعن تاريخ الجبل، بيّن الباحث في تاريخ المنطقة ناصر الشدوي، أن جبل "شدا" يعد من طلائع التكوينات الجيولوجية على الكوكب، ويبلغ عمره الجيولوجي نحو 763 مليون سنة، وفق دراسة جيولوجية، منوهاً باهتمام إمارة المنطقة والأمانة والجهات ذات العلاقة بمكونات الجبل، ودعمهم للسياحة الجيولوجية، والكهوف، والتكوينات الصخرية، والزراعة.

وأشار إلى أن "جبل شدا الأسفل" يضم حالياً ما يقارب 10 كهوف سياحية، قام الأهالي بتجهيزها بكل ما يحتاجه الزائر والسائح، مفيداً أن مصدر المياه في المنتجعات من مياه الأمطار التي يتم تخزينها في الصخور المجوفة وعمل تصاميم من الصخور لجريان المياه والشلالات.

كما يشتهر الجبل نفسه، بمزارع "البُن الشدوي" التي تنتج كميات كبيرة من البن؛ مما أسهم في الحركة الاقتصادية للمنطقة من خلال مهرجان البن الشدوي الذي يقام كل عام، والمحاصيل الزراعية مثل الدخن والحنطة والذرة بأنواعها، وجميع أنواع الفواكه مثل العنب والرمان والمشمش.

وإلى جانب السياحة، يزور الجبل العديد من الباحثين الذين يقومون برحلات علمية لاستكشافه، فضلاً عن الفعاليات التي يحتضنها الجبل مثل رياضات التسلق، والدراجات، وغيرها.

**carousel[5604216,5604217,5604218,5604219,5604220,5604221,5604222,5604223,5604224,5604225]**