أكدت دراسة طبية حديثة، خطأ الاعتقاد الشائع لدى كثيرين بأن النوم خلال أيام العطلات كفيل بتعويض النقص في عدد ساعات النوم خلال أيام العمل والدراسة، مبينة أن اضطراب النوم أصبح وباء عالميا وله آثار سلبية عديدة على الصحة.
وكشف أخصائي طب النوم في "مايو كلينيك"، الدكتور بهانو براكاش كولا، أن تعويض نقص النوم في الإجازات يمكن أن يعمل على تحسين ردود الفعل لكنه لا يحدث تعافيا في المهام المعرفية، حيث أظهرت الدراسة عدم استعادة الذاكرة لعافيتها فضلا عن الضعف في سرعة المعالجة العقلية.
وأظهر العديد من الدراسات أن هناك ارتباطا بين الصحة وجودة وعدد ساعات النوم، لافتة إلى أن قلة النوم تقلل من كفاءة الجهاز المناعي وتضعف الذاكرة، بل وتزيد من فرصة الإصابة بالعديد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، مرض السكرىّ، والاكتئاب.
ولاحظ العلماء أن من ينامون عدد ساعات قليلة يعانون من انخفاض مستوى هرمون اللّبتين في الدم المسؤول عن إرسال إشارات الشبع للمخ وزيادة مستوى هرمون الجرلين الذي يحفز الشهية، وكنتيجة لذلك نجد أن قلة النوم دائماً ما تكون مصحوبة بجوع شديد.
وأشارت الدراسات إلى أن النوم لمدة طويلة في العطلات لتعويض النقص له تأثير سلبي أخر، حيث يمنع من الخلود إلى النوم في اليوم التالي في الموعد الطبيعي مما يؤثر على الساعة البيولوجية، لذلك يوصي أطباء النوم بالالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ محددة يومياً حتى أثناء الإجازات.
ولفتت الدراسات إلى أن الدماغ تحتاج إلى دورات نوم غير متقطعة لاكتساب مهارات جديدة وتثبيت الذكريات واستعادة الجسم لحالته الطبيعية من التعب.
وأشارت دراسات علمية صادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى أن قلة النوم المزمنة تؤثر على قدرات الشخص من حيث الانتباه، وتعلم أشياء جديدة، والإبداع، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات.