أعلن مجلس السيادة السوداني أن محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد يقف وراءها اللواء عبدالباقي الحسن عثمان "بكراوي" و22 ضابطا بالجيش، وأنها أُجهضت في وقت وجيز.

وأكد الفريق ركن ياسين إبراهيم وزير الدفاع القبض على جميع المشاركين بالمحاولة، فيما أدانت المملكة واستنكرت المحاولة الانقلابية، هي وعدد من العواصم العربية والغربية.

من هو بكراوي؟

ولد اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي، عام 1967 والتحق بالكلية الحربية عام 1989، وعمل في سـلاح المدرعات حتى أصبح قائدا ثانيا للسلاح مع اللواء نصر الدين عبد الفتاح.

وكشف مصدر عسكري رفيع أن بكراوي بقي 6 أشهر في الإيقاف العسكري، حيث كان قد أحيل للتحقيق في فبراير 2020 بسبب ما اعتبر "إساءة" لمحمد حميدتي قائد قوات الدعم السريع إبان الانتفاضة على عمر البشير، وهو ما أدى لعدم استقرار مرض السكر لديه، فسافر للقاهرة ومكث فيها فترة طويلة، حيث بُترت رجله بسبب "غرغرينا" من فوق الركبة بقليل، كما تدرب على طرف صناعي رُكب له.

وظل بكراوي في القاهرة بفترة نقاهة لأكثر من 8 أشهر وعاد للخرطوم، يوم الخميس الماضي، ليتصدر الأنباء باتهامه بقيادة محاولة الانقلاب الفاشلة بعد 5 أيام من عودته.

انقلاب الثلاثاء

واستيقظ السودانيون فجر الثلاثاء على أنباء عن محاولة انقلاب، ليعلن المجلس السيادي بعدها عن إحباط تمرد عسكري، نفذه ضباط من الدفعتين 39 و40 بالجيش السوداني من داخل سـلاح المدرعات، جنوبي الخرطوم وقاعدة وادي سيدنا شمال أم درمان.

واتهم رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك جهات داخل وخارج القوات المسلحة بالوقوف خلف المحاولة، ورأى أنها امتداد لمحاولات فلول النظام البائد لإجهاض الانتقال الديمقراطي، واستهداف الثورة وما حققته من إنجازات.

وأوضح أنه سبقت المحاولة تحضيرات واسعة في شكل انفلات أمني واستغلال الأوضاع شرق البلاد ومحاولات قطع الطرق وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط والتظاهر.

الأوضاع تحت السيطرة

وطمأن وزير الإعلام والثقافة حمزة بلول الشعب، في كلمة بثها التلفزيون السوداني، بأن الأوضاع تحت السيطرة التامة، وأن التحقيق يجري مع قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين، ويتم ملاحقة فلول النظام المشاركين في المحاولة.

وشدد نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" على عدم السماح بحدوث انقلاب، وأن الجميع يريد تحولا ديمقراطيا حقيقيا عبر انتخابات حرة ونزيهة.

تاريخ من الانقلابات

وشهد السودان عددا من الانقلابات العسكرية منذ استقلاله عن مصر عام 1956، فقد حكمه الفريق إبراهيم عبود من عام 1958 إلى 1964، بانقلاب عسكري في 17 نوفمبر 1958، وكان انقلابه في الحقيقة تسلماً للسلطة من رئيس وزرائها آنذاك عبدالله خليل عندما تفاقمت الخلافات بين الأحزاب السودانية.

كما قام المشير جعفر نميري بانقلاب على السلطة وحكم السودان من 1969 إلى 1985، ثم عمر البشير من عام 1989 إلى 2019، وأطيح بكل الحكومات العسكرية بانتفاضات شعبية في أعوام 1964 و1985 وأخيرا 2019.

وكان المجلس العسكري الانتقالي وقادة الحركة الاحتجاجية المدنيون قد وقعوا اتفاقا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من 3 سنوات مُددت لاحقا حتى نهاية 2023 بعد أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاقات سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في البلاد.