رأى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أن الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة ككل بحاجة للأمل، وإنهاء دورة العنف، مؤكداً أن المملكة تدعم وتسعى لتحقيق ذلك وملتزمة به وكذلك الدول العربية والإسلامية.
وشدد الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في جلسة نقاش بعنوان "نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي خفض التصعيد"، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن 2024،على أن المسار الوحيد لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ورداً على سؤال حول تطورات ملف التطبيع مع إسرائيل، أجاب الأمير فيصل أن الأولوية الرئيسية للمملكة حالياً تتمثل في وقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة الإنسانية والكارثية في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وحماية المدنيين، وضمان الوصول المساعدات الإنسانية للقطاع بصورة عاجلة.
وأضاف أن المملكة أبلغت الأمريكيين أن الأولوية بالنسبة للمملكة تتمثل في معالجة الوضع الإنساني في غزة ووقف إطلاق النار، وبمجرد إنجاز ذلك سوف تعود المحادثات بشأن التطبيع مع إسرائيل، مشددًا على أن العنصر الأساسي في هذه المحادثات سيكون الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأكد وزير الخارجية اقتناع المملكة التام بأن الأمن والاستقرار للجميع بالمنطقة، بما فيها إسرائيل، يكون من خلال الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدًا أن هذا الأمر مرتبط بموقف المملكة من التطبيع قبل 7 أكتوبر وبعده.
وواصل أن أساس التطبيع مع إسرائيل هو الاعتماد على مبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة في 2002، وأكد أن ما تقوم به إسرائيل في غزة لن يزيدها أمنًا، كما أنه سيدفع بجيل جديد نحو تبني التطرف.
وحول الدور السعودي والإسلامي في معالجة الأزمة، أكد وزير الخارجية أن المملكة ستقوم بكل ما في وسعها في إطار منظمة التعاون الإسلامي لوقف القتال في غزة.
وتطرق وزير الخارجية إلى مسارات الأمن والاستدامة في المنطقة؛ إذ أكد أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين يقبلون بمسار حل الدولتين والاعتراف بإسرائيل، إلا أن الطيف السياسي الإسرائيلي يعيق كل محاولة لحل الدولتين، مضيفًا أنه حان الوقت لمحاسبة من كانوا حجر عثرة أمام حل الدولتين، سواء في السلطة الفلسطينية أو حماس أو إسرائيل.
كما أكد في هذا السياق، أن وجود ضغط دولي حقيقي، سيؤدي إلى تجاوز هذا الطيف المعيق للسلام، محذرًا من أن الانفجار الضخم القادم سيكون أسوأ مما حدث في السابع من أكتوبر 2023.