تتجه أنظار مراقبي الطقس في العالم لمتابعة تطورات إعصار "شاهين"، والذي بدأت معالمه تتشكل خلال الساعات القليلة الماضية، وظهرت آثاره جلية على المناطق الساحلية في سلطنة عمان.

وتظل الأعاصير المدارية واحدة من أكثر الظواهر التي تهدد الأرواح والممتلكات في العالم، حتى وإن كانت في مراحل تكوينها الأولى، وهو ما يدفع دوائر الأرصاد والجهات المعنية عالميًا للحرص على تتبع مراحل تكوينها ورصدها بشكل مستمر.

كيف تتشكل الأعاصير؟

يتشكل الإعصار المداري من عاصفة سريعة الدوران تنشأ فوق المحيطات المدارية وتستمد منها طاقة تكونها، ويتكون من منطقة مركزية تُعرف باسم "العين" وتتسم بمستوى ضغط منخفض وبطقس هادئ وخالٍ من السحب عادة، وتكون مُحاطة بجدار تتصاعد السحب من حوله، ويتراوح قُطر الإعصار عادةً بين 200 و500 كم، ويمكن أن يصل في بعض الحالات لـ 1000 كم.

ويصحب الإعصار المداري رياح عاتية وأمطار غزيرة وارتفاع في مستوى الأمواج، مما يؤدي إلى عواصف وفيضانات ساحلية شديدة التدمير في بعض الحالات، فيما تهب الرياح عكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي وفي اتجاهها بنصف الكرة الجنوبي.

أسماء الأعاصير

تُعطى الأعاصير المدارية التي تتجاوز قوة معيّنة أسماء لأغراض السلامة العامة، وتُحدد أسماء هذه الظواهر الجوية وفقاً لموقعها، بحيث تسمى "الهاريكين" في البحر الكاريبي وخليج المكسيك وشمال المحيط الأطلسي وشرق ووسط شمال المحيط الهادئ، و"التيفون" في غرب شمال المحيط الهادئ، و"السيكلون" في خليج البنغال وبحر العرب، "السيكلون المداري القاسي" في غرب جنوب المحيط الهادئ وجنوب شرق المحيط الهندي، "السيكلون المداري" في جنوب غرب المحيط الهندي.

مستويات الرياح

تظل الرياح هي العامل الرئيسي والمؤثر في الأعاصير المدارية، ولذلك فإنها تبقى المسؤولة عن شدتها ومدى الأضرار الناتجة عنها.

وبحسب السرعة القصوى المستمرة للرياح، تُطلق على الأعاصير المدارية المسميات المختلفة، حيث يسمى الإعصار بالمنخفض المداري عندما تكون السرعة القصوى المستمرة للرياح أقل من 63 كم/الساعة، ويسمى بالعاصفة المدارية عندما تكون السرعة القصوى المستمرة للرياح أعلى من 63 كم/ساعة، فيما يُعطى اسماً واحداً من أسماء (هاريكين أو تيفون أو سيكلون مداري أو عاصفة سيكلونية شديدة للغاية)، عندما تتجاوز السرعة القصوى المستمرة للرياح 116 كم/الساعة أو 63 عقدة، وذلك حسب حوض تكونه.

التنبؤ بالأعاصير المدارية

‏يستخدم أخصائيو الأرصاد الجوية العديد من التقنيات الحديثة للتنبؤ بالأعاصير المدارية خلال مرحلة تكونها، مثل السواتل ورادارات الطقس والحواسيب.

وقد يواجه المختصون صعوبات في التنبؤ بالأعاصير المدارية، خاصة وأنها قد تضعُف أو تغير اتجاهها بشكل مفاجئ، إلا أنه في معظم الأحيان، يستخدمون أحدث التقنيات المتاحة للكشف عن الأعاصير ومتابعتها، كما يستحدثون أساليب جديدة، مثل نماذج التنبؤ العددي بالطقس، من أجل التنبؤ بطريقة تطور الإعصار المداري، بما في ذلك حركته وتغير شدته وزمان ومكان وسرعة بلوغه اليابسة.

أشهر الأعاصير

وتبقى عددٌ من الأعاصير الشهيرة بمثابة علامات فارقة في تاريخ العالم خلال السنوات الأخيرة، أبرزها إعصار "أرما" بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 2017، والذي بلغت سرعة رياحه 295 كم/ ساعة وظل لمدة 37 ساعة متواصلة، وهو يعتبر أقوى إعصار حل بالعالم في هذا العام، حيث أدى إلى مقـتل 146 شخصًا، وبلغت خسائره 64 مليار دولار.

ومن بين الأعاصير المدارية التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، إعصار "نيلوفر" ببحر العربي، والذي بلغت سرعة رياحه 950 كم/ ساعة وظل لمده 24 ساعة، وأدى إلى وفـاة 4 أشخاص في الهند وباكستان، كما أسهم في تدمير الكثير من المنازل والمدن.

ويُشار دومًا إلى إعصار "كاترينا" بالولايات المتحدة على أنه من أخطر الأعاصير التي ضـربت الولايات المتحدة مؤخرًا، حيث أدى إلى مقـتل أكثر من 1833 شخصًا، ووصلت خسائره المادية لـ108 مليارات دولار.