صاحب تاريخ لا يُنسى جمع بين النقد والفكاهة في معالجة بعض القضايا الاجتماعية في المجتمع السعودي عبر أثير إذاعتي الرياض، وجدة، يروي فيها قِصصا تمثيلية ما يزيد على 45 عاما، الفنان السعودي عبدالعزيز الهزاع رحل اليوم، تاركا إرثا فنيا تاريخيا، يستذكره أجيال السبعينيات وما بعدها.

تميز الراحل الهزاع الملقب بـ "أم حديجان"، بإجادته تقليد الأصوات، عبر طبقات مختلفة، يجيد فيها صناعة مسلسل إذاعي واحد، يتنوع صوته ما بين الرجل والمرأة، وأيضا صوت الكبير والصغير، حيث يقوم بجميع أدواره، جمع بين الموهبة وخفة الظِل التي سكنت قلوب أجيال، ونال عليها العديد من الجوائز داخل وخارج المملكة.

وكان للمسرح نصيب من أعمال الفنان عبدالعزيز الهزاع، حيث وُصِف بـ" جماعةٍ في رجُل"، إذ يجيد تقليد 15 شخصية، دون أي خطأ أو تشتيت للمشاهد، ووظف ما منحه الله من تمثيل ومحاكاة كافة الأصوات في تناول القضايا والمشاكل الاجتماعية مساهما بالتوعية حولها وطرح الحلول لها.

أضفى الراحل للأجواء الرمضانية نكهة مُختلفة بصوته الذي حاكى التفاصيل اليومية لحياة الناس، برز منها "أم حديجان" و"بدوي في طيارة"، التي فتحت له أبواب المهنة وحصدت نجاحا لا مثيل له.

كانت لحظة الإفطار عند جيل الآباء والأمهات ذات نكهة خاصة، يعود الأفراد إلى منازلهم مسرعين بعد أدائهم صلاة المغرب في ليالي رمضان ليتحلقوا على موائد الإفطار وجهاز الراديو في وسطهم وقد علا صوته وهم ساكتون إلا من قهقهات يطلقونها عندما يبدأ الهزاع في إطلاق أصواته.

والممثل الشعبي المشهورعبدالعزيز الهزاع، والده يقال له هزاع بن معلق من العضيان يعود للروقة من عتيبة، وهوبدوي سكن عنيزة ومات بها وابنه عبدالعزيز صغير.

وتربى عبدالعزيز في عنيزة، وبرع في تقليد أصوات الرجال والنساء، حتى كان يمثل في الاذاعة فيعتقد  من يسمعه أن التمثيل من فرقة كاملة من الأصوات النسوية والرجالية، مع أنه هو الوحيد الذي يمثل أصوات الجميع.

وأُفسح له المجال في الإذاعة السعودية عندما كان الردايو هو وسيلة التسلية الوحيدة المتوفرة قبل انتشارالتلفازات ثم القنوات الفضائية؛ فكان برنامجه الذي يدور على (أم حديجان) وهي امرأة بدوية يعرف ذلك من اسم ابنها حديجان الذي هو اسم بدوي؛ وكان الهزاع يتقن بذلك صوت المرأة الشابة والمرأة العجوز، حيث كان يكيف صوته حيثما يشاء.

وقد نعى وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، ببالغ الأسى الفنان الراحل، والذي أكد أنه رسم الابتسامة على وجوه أجيال متعاقبة، سائلًا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.