بين الاحتكار والقرصنة، تدور رحى حرب شرسة في ساحة الفضاء المفتوح للاستئثار بعوائد الاشتراكات في القنوات الفضائية المشفرة، حرب عتادها اللعب على ثغرات التقنية وثورة التكنولوجيا الرقمية باستخدام الحديث من أجهزة فك الشفرات «الرسيفرات»، واستغلال لقدرات «الهاكرز» في الزوايا الخفية، واستفادة من سيل المعلومات الإلكترونية من الحديث والمتطور للنفوذ إلى تزويد المشترك بالشفرة لفتح القنوات المحتكرة، واقتسام جزء من «كعكة» العوائد المجزية لهذه التجارة.

سوق رديفة تعمل في الخفاء، وجهود للشركات والوكلاء المحتكرين للبث الفضائي، لمنع تسريب الأرقام السرية لفك «الشفرات».

وسطاء ومواقع إلكترونية ومنتديات تعلن عن الجديد من الأجهزة والطرق الفنية لكسر «الشفرات»، وسماسرة من داخل الشركات المحتكرة للخدمة من العاملين المتربحين على حساب شركاتهم، يلعبون على فارق الوقت وجهل المشترك.

كل ذلك قائم على رغبات فئات مختلفة من المجتمع من عشاق كرة القدم، وفرقها العريقة عبر القارات، ومن متابعين للأفلام السينمائية والبرامج الترفيهية، ومن مراهقين وشبان يدفعهم الفراغ والمغامرة والاكتشاف، لتصبح جلياً خطورة فوضى هذه السوق على المستثمرين في مجال الإعلام من جهة وعلى المجتمع نفسه، بما يقدمه الفضاء المفتوح مما أفلت من مقص الرقيب، جراء فك «التشفير» على النشء والأسرة من خطورة أخلاقية وصحية ومادية.