قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي إن الدين الإسلامي ديـن الفطـرة السـليمة، وإن توحيد الله عز وجل وعدم الإشراك به هو مقتضى الفطرة التي فُطرت عليها البشرية كلها. 

وأضاف في خطبة الجمعة اليوم؛ أن الناس يولدون حنفاء على فطرة الإسلام، ولكن عندما تنتكس الفطرة وتتعطل العقول يَضِل العباد فيشركون بربهم ويعبدون الأصنام والأحجار والأشجار والكواكب والشيطان والبقر والفئران وغيرَها من المعبودات الباطلة. 

 وأبان أن الاعتراف بالخالق أمر فطري ضروري في نفوس الناس لكن عندما تنتكس الفطرة فمن الناس من يكابر فطرته ويغالب عقله ويناقض البديهات فينكر وجود الله تعالى وينفي أن يكون لهذا الكون خالق مدبر مع أن كل ما في الكون والآفاق دلائل على وجوده وربوبيته. 

وأشار إلى أنه عند الشدائد والأهوال تستيقظ فطرة الإنسان فيفرد ربه بالألوهية، ولكن عندما تنتكس الفطرة عند بعض جهلة المتسمِّين بالإسلام إذا دهمتهم الشدائد وغشيتهم المحن تركوا دعاء الله واستغاثوا بمن يعتقدون فيه الولاية والصلاح وطلبوا منه العون والمدد. 

وأوضح أن الله الخالق جبل الذكر والأنثى بطباع وخصائص يتمايز بها كل منهما عن الآخر، قال تعالى: (وليس الذكر كالأنثى)، وهذه خلقة الله لا تبديل لخلقته، وقد (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)، ولكن عندما تنتكس الفطرة، فمن الشباب من يتنكر لطبيعته؛ فيتعمد مشابهة النساء، ومن الفتيات من تتنكر لطبيعتها وتتخلى عن أنوثتها وتتشبه بالرجال. 

من جهته، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور علي الحذيفي أهمية التكاتف والتآلف ووحدة الصفّ، ونبذ الفرقة والاختلاف التي حذّر منها الشرع لخطرها على المجتمع وأمانه ووحدته. 

ولفت إلى أن الشرع أمر بالاجتماع والاتفاق ونهى عن الاختلاف والافتراق حفظاً للدين الإسلامي الذي لا تقوم الحياة إلا به ولا تُنال الجنة إلا بالعمل به، وحفظاً للمجتمع من التصدع والتخلخل والفوضى والتنازع والبغي والفساد. 

وشدد على التماسك والاجتماع والترابط والتكافل ومناصرة الحق ونبذ الخلاف والتفرق لأنها بمثابة حصن للجميع وقوة للدين وحفظ لمنافع الدنيا وسلامة وعافية من كيد الأعداء وضررهم.