يعبّر مصطلح الصحة الرقمية عن جميع أشكال العمليات المحوسبة والرقمية في مجال الرعاية الصحية والطب، فهي نوع من الرعاية الصحية الإلكترونية المقدمة من خلال القنوات القائمة على التكنولوجيا، بما في ذلك المحتوى الإعلامي والتعليمي والتجاري، بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها المرافق الطبية والمتخصصون، وتشمل أساليبها التطبيب عن بُعد، والتحليل على شبكة الإنترنت، والبريد الإلكتروني، وتطبيقات الهواتف، والرسائل النصية، وأجهزة استشعار المراقبة عن بعد، بالإضافة إلى حلول وخدمات الأجهزة والبرامج.
واستعرضت مجلة "Omnia Health Insights" الطبية، مجموعة من العناصر المُحددة لمشهد الصحة الرقمية بالمملكة، من أبرزها نطاق الرعاية الصحية الرقمية، وارتفاع مستوى التطبيب عن بُعد، والاستثمار في الصحة الرقمية في القطاع الخاص، والشركات الناشئة للرعاية الصحية عن بُعد، والاستثمارات في التطبيب عن بُعد، والتحديات التي يواجهها نظام الرعاية الصحية الرقمي، مشيرةً إلى أن المملكة استثمرت على مدى العقود الثلاثة الماضية مليارات الريالات لإنشاء وتحسين وتوسيع نطاق تغطية الرعاية الصحية؛ ونتيجة لذلك ارتفع عدد المستشفيات والمؤسسات الطبية الحكومية والخاصة.
ولفتت المجلة إلى أن وزارة الصحة السعودية حثّت جميع شركات الرعاية الصحية على تقديم علاجات التواصل عن بُعد عبر البرامج ذات العلاقة، حيث تتنافس حوالي 10 شركات سعودية مرخصة متخصصة في علم الأشعة عن بعد مع أطباء الأشعة المتعاقدين على العملاء، ووفقًا لرؤية 2030، تعطي الوزارة الأولوية لعلم الأشعة عن بعد في الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومع ذلك؛ فإن الحكومة والمستشفيات والمؤسسات الصحية التجارية حذِرة من مقدمي تلك الخدمات مع ندرة أطباء الأشعة المتفرغين.
وأوضحت أن وزارة الصحة تشرف على 60% من مستشفيات المملكة، في حين تتولى 4 جهات صحية أخرى 20%، بينما يسيطر القطاع الخاص على الـ 20% المتبقية، حيث تخدم الوزارة المواطنين والأجانب المسجلين وتعمل على دمج مستشفياتها وتطوير إستراتيجية وطنية للصحة الرقمية، إذ يتم خدمة المواطنين عن بُعد من قبل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إلى جانب أكثر من 12 منشأة تابعة للصحة، فيما يقضي الصيادلة والممرضون حاليًا وقتًا أقل بكثير في معالجة الطلبات، ويمنحون وقتًا أكبر بشكل ملحوظ لتقديم المساعدة الطبية، كما سيتم تقليل الوقت المستغرق في إجراء المكالمات مع الأطباء للاستفسار عن الوصفات الطبية والتحقق منها بشكل كبير عبر خدمات الصحة الإلكترونية.
وأشارت إلى أنه في عام 2018، شكلت الاستشارات عبر تطبيق صحتي 2% من الزيارات الطبية في المملكة، وفي النصف الأول من عام 2020، تم استخدام التطبيق لإجراء نحو 1.9 مليون استشارة عبر الإنترنت، حيث أقر نحو 70% من المستخدمين المزايا المحتملة للتطبيب عن بعد، وأعربوا عن اهتمامهم بتوظيف هذا النهج في الرعاية الصحية، إلا أنه لُوحظت اختلافات كبيرة في وجهات النظر والتفضيلات واستخدام التطبيب عن بعد التي تم تحديدها، حيث أبدى عدد كبير من المستخدمين تحفظهم على تجربة التطبيب عن بعد لسببين، 29% كان بسبب عدم الثقة في هذه التكنولوجيا، و 30% كانت لديهم شكوك لأنهم لا يعرفون الطبيب على المستوى الشخصي.
ونوّهت مجلة "Omnia Health Insights"بتصنيف منظمة الصحة العالمية نظام الرعاية الصحية السعودي في المرتبة 26 من بين 191 دولة مختلفة، متفوقة على معظم دول الخليج العربي المحيطة بها، كما احتلت المملكة مرتبة أعلى من العديد من أنظمة الرعاية الصحية الأخرى في البلدان المتقدمة، بما في ذلك كندا (المرتبة 30)، وأستراليا (المرتبة 32)، والولايات المتحدة (المرتبة 37).
وأضافت أن المملكة تنفق60% من إجمالي أموال الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب إنفاقها 36.8 مليار دولار على الرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية في عام 2022، ضمن مخطط لإنفاق أكثر من 65 مليار دولار على نظام الرعاية الصحية كجزء من رؤية 2030، من خلال خصخصة 290 مستشفى و2300 منشأة صحية أولية، مما يرفع مشاركة القطاع الخاص من 40% إلى 65%.