لإيمانها بأن الظروف الصعبة لا تمنع الإنسان المبدع والطموح من الوصول إلى ما يريده، فقد تغلبت صفية الخليفة على إعاقتها واستطاعت أن تصنع لنفسها موهبة خاصة تتميز بها وتكون مصدر دخلها.
وبعد تجارب عدة ومحاولات كثيرة، تمكنت صفية ، وفق حديثها لـ"أخبار 24"، من تعلم صناعة فن "التراريوم" وهو تصميم بيئات مصغرة داخل زجاجات مغلقة عبارة عن نظام حيوي متكامل مشابه لنظام الكرة الأرضية في دورة المياه التي تتبخر ثم تتكثف وتعود لتروي التربة من جديد، وافتتحت معملا خاصا بها لتصميم هذا الفن وبيعه.
روت صفية أنها تعرفت على هذا الفن قبل 4 سنوات فبدأت بطريقة عشوائية من المزرعة التي أخذت منها الأحجار والتربة وأيضا النباتات الموجودة في قنوات الري، إلا أن التجارب كانت فاشلة، وبعد بحث عرفت أن هذا النوع من العمل يحتاج إلى تربة معينة تحافظ على مسامية التربة ليتبخر الماء منها ثم يتكثف ويعود بعد ذلك.
وأضافت أن تربة المزرعة كانت ملحية وتمسك المياه ومع الوقت تترسب الأملاح وتتعفن الجذور وبذلك تكون التربة غير صالحة لصناعة هذه البيئة وهو ما اضطرها لاستيراد النباتات من مناطق استوائية وتعلم خلط التربة لتكون مناسبة لهذه البيئة المغلقة.
وأشارت إلى أن هذه البيئة تُصمم على هيئة غابات وهضاب وبحيرات وأنهار وشلالات، وكأنها قطعة من الطبيعة، ولا تحتاج إلى سماد أو إضافات أخرى كما أن الأوراق المتساقطة تتحلل في نظام حيوي متكامل، ولا تسقى إلا مرة واحدة في الشهر.
وعن إعاقتها أكدت صفية، أن ما يزعجها هي نظرة الآخرين للمعاق على أنه إنسان عاجز لا يستطيع عمل أي شيء، بينما الحقيقة أنه قادر على التكيف مع إعاقته إذا هُيئت له البيئة والظروف المناسبة، وقادر على الإبداع، بدليل الحالة التي وصلت لها.