أصبح مركز "قنا" بمحافظة محايل عسير ، المشتى المفضل لدى الكثيرين من هواة ومحبي السياحة الداخلية، بسبب اعتدال حرارته خلال الفترة من نوفمبر وحتى فبراير، بالإضافة لريفه الجبلي، المتعدد التضاريس والمكسو بالخضرة، بخلاف عراقة المكان تاريخيًا.

ويضم مركز "قنا" متنزهات طبيعية تتميز بتنوع نباتاتها وحيواناتها وطيورها التي تعيش في ضفاف الأودية وأعالي الجبال ، ومن أبرز تلك المتنزهات "وادي حوية " الذي يمتد من بلاد "آل مهمال" في محافظة رجال ألمع ويتجه من الشرق في قنا إلى الوسط ويلتقي بوادي "لتين" ثم وادي "الخب" ثم "الحازم".

وتبرز كذلك متنزهات "الخب ورعلة " وهي أودية تتقاطع وتتوازى مع طريق قنا – محايل وهي أوسع وأكبر متنزهات قنا الطبيعية ، أما وادي "الحازم" فتلتقي فيه كل أودية قنا وهو بداية وادي قنا الذي يلتقي بوادي حلي ويصب في البحر الأحمر، ويعتبر من أغنى الأودية بالمياه وهو أفضل موقع للنحالين بسبب كثرة وتنوع الأشجار، كذلك متنزه "هدية لتين" وهو أشهر متنزهات قرى" لتين" الجبلية المهجورة .

ويشير عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتور عبد الرحمن المحسني إلى أن "قنا" تحتوي على بعض الآثار ، من أبرزها ، قصر (أبرامزليل) الذي يقدر عمره بأكثر من ثلاث مائة سنة، وهو يحاكي البناء التراثي الذي عليه معظم الأبنية السكنية في " قنا".

ويحتوي مركز "قنا" على حصون كثيرة تهدمت مع مرور الزمن ومدرجات زراعية ذات جدر استنادية عتيقة لم تتغير تركيبتها الديموغرافية وتم إعادة تأهيل الكثير منها.

ويشير إصدار توثيقي للمركز البلدي إلى أن "قنا" عرفت منذ القدم بكونها موقعاً لتجمعات سكانية كثيفة دلّت عليها البيوت الحجرية المهجورة في سفوح وصدور وأعالي الجبال، إضافة إلى انتشار المدافن القديمة على ضفاف الأودية والشعاب والساحات التي ظهرت لحودها العميقة بعد مئات السنين من انجراف التربة.

ويبلغ عدد السكان المقيمين إقامة دائمة حوالي 28 ألف نسمة، بينما يبلغ العدد الحقيقي المنتمي للمركز قرابة 50 ألف نسمة مضافاً إليه من اضطرتهم الحياة للانتقال هجرة مؤقتة أو دائمة، وكل المؤشرات الحالية تدل على انخفاض حادّ في الهجرة وأن الهجرة العكسية لسكان المركز محتملة عطفاً على تزايد فرص العمل في المنطقة الجنوبية وعلى النقلة الجيدة في الخدمات الداخلية .