يُقام مهرجان الدرعية السنوي لإحياء تراث الدرعية الثقافي، وذلك من خلال مجموعة كبيرة من الفعاليات والتجارب الفريدة التي تناسب اهتمامات الزوّار، حيث يضم العديد من العروض الحيّة، والمعارض الفنية، وتجارب الطهي، والأنشطة الخارجية التي تجعل من موسم الدرعية وجهة مثالية للعائلات والأصدقاء والأفراد من جميع الأعمار.
وسلّطت صحيفة "KoreaTimes" الكورية الجنوبية، الضوء على بينالي الدرعية المقام في حي جاكس الصناعي على الحدود الغربية للعاصمة الرياض، والذي أُعيد تصميمه بالكامل ليكون وجهة إبداعية بمساحات للعروض، واستوديوهات للفنانين، ومعارض فنية ومنصات تدعم نظامًا فنيًّا ناميًا ونابضًا بالحياة في المملكة، مشيرةً إلى أن البينالي يعكس التأثير الكاسح للتحول الاجتماعي والاقتصادي المستمر في السعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الصرح الثقافي متعدد الوسائط، يضم 177 عملاً لـ100 فنان من دول الخليج ومن جميع أنحاء العالم، حيث يشير عنوان المعرض "ما بعد الغيث" إلى الشعور بالتجديد والنشاط، وهو موضوع مناسب للأمة التي لا تنفتح على العالم الخارجي فحسب، بل تسعى جاهدة إلى تنويع اقتصادها بما يتجاوز النفط تحت راية رؤية 2030، فهو يؤدي دوراً يتجاوز بكثير مجرد عرض أعمال من الفن المعاصر، من خلال إثراء المشهد الثقافي برحلة ومساحة للتفاعل والتأمل تحكي فيه الأعمال الفنية قصصاً تعبّر عن الإرث الثقافي الكبير للمملكة، وتتناول في الوقت نفسه قضايا مشتركة حول الأرض والمياه والغذاء والصحة.
وأضافت الصحيفة الكورية أن البينالي يتشابك بعمق مع سياقه المحلي المباشر، حيث يظل الفنانون المشاركون في حوار مع المشهد الذي يواجه حزمة من التغييرات، تتمثل في توسيع دور المرأة في القوى العاملة إلى سلسلة من مشاريع البناء الضخمة بمليارات الدولارات، فقد تم توثيق التغيرات في البنية التحتية للدولة من خلال صور متعددة الأحجام لمختلف المواقع الأثرية والتجارية والعلمية، مثل بقايا أول مصنع أسمنت سعودي ومزارع الألبان، إلى حواسيب شاهين العملاقة ومشروع "نيوم" المستقبلي الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار.
وركزت على أعمال المصوِّرة الألمانية كريستين فينزل، التي ابتكرت "كبسولة زمنية" لفترة التحول في المجتمع السعودي، من خلال سلسلة من الصور لشابات وُلدن ويَعِشْنَ في الرياض، والتي حملت اسم "نساء الرياض" حيث جرى تصوير موضوعاتها وجهًا لوجه وعلى مستوى العين بأبعاد بالحجم الطبيعي تقريبًا على خلفية مختارة من منازلهم وأحيائهم، فتمثل كل صورة نافذة على حياة هؤلاء النساء، اللاتي شهدن التحولات المجتمعية الأخيرة في المملكة وكن جزءًا منها.