تعد صناعة "النحاسيات" حرفة عريقة لها مكانتها الخاصة بين سكان الجزيرة العربية، حيث تدخل منتجاتها كل بيت، كما ظلت صامدة منذ آلاف السنين رغم المنافسة الشرسة التي واجهتها من منتجات مشابهة كالألومنيوم والبلاستيك والملومين، لكنها تراجعت مؤخرا وبات عشقها مقصورا على السائحين في المتاحف الأثرية.
عودة العطوي مالك متحف "حسمي التراثي" قال لـ"أخبار 24" إن النحاسيات ومشتقاتها مستخدمة في حياة الإنسان منذُ زمن قديم في الجزيرة العربية حيث عثر على كثير من مشتقات النحاس في الأحافير الأثرية وفي المتاحف بعد توارثها من الأجيال السابقة.
وأشار إلى أن النحاس استخدم بحياة الإنسان في تصنيع الأواني الخاصة بالمأكل والمشرب وكذلك في تصنيع السلاح حيث كانت تصنع منه رؤوس الأسهم وأجزاء من البنادق والدروع وغيرها، كما اشتهرت المملكة بالنحاس والتفنن في صناعته بمجالات معينة، وقامت باستيراد بعض صناع النحاسيات من الدول المجاورة.
وذكر أن أشهر النحاسيات المتواجدة في المملكة هي دلة القهوة وصينية الطعام اللتان ارتبطتا بالعرف المتبع بالكرم والضيافة، بل إنها أصبحت تصدر للدول العربية وغيرها ودخل فيها التزيين والنحت للتميز عن نحاسيات الآخرين.
وأكد العطوي أنه رغم التراجع في استخدام النحاسيات إلا أنها ما زالت مرتبطةبالتراث السعودي وتستخدم في الرسومات الفنية المرتبطة بتراث المملكة والشعارات الرسمية وصحون الضيافة بنظام التخريم في النحاس.