أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ ماهر المعيقلي، المسلمين بتقوى الله، فمن عرفَ الله أطاعه، ومن أحبَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لزِمَ سنَّته، ومن قرأَ كتابَ الله عمِلَ به، ومن أيقنَ بالموت استعدَّ له.

وقال "المعيقلي"، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام، إن من مقاصد الشريعة الكبرى المحافظةَ على الأموال التي تقوم بها مصالح العباد، ونظرا لأهمية المال؛ شرعت الملكية الخاصة والعامة، وشرع للمرء أن يدافع عن ماله.

وأضاف أن من جعل المال أكبرَ همِّه، ولم يبال من أين اكتسبه، فقد أصبح ماله وبالاً عليه، وإن أمسكه لم يبارَكْ له فيه، وإن تصدقَ به لم يُقبل منه، مشيراً إلى أنه إذا تخلى الناس عن خلق النزاهة، حل الفساد في المجتمعات، وضُيِّعت الأمانات، ونُهِبَت الخيراتُ.

ولفت إلى أن الفساد المالي له صور كثيرة ومتعددة منها الاختلاس والرشوة، والتزوير والخيانة، مضيفا أن الرشوة من أعظم أبواب الفساد، وهي من كبائر الذنوب والخطايا، سواء سميت إكرامية أو هدايا، مشيرًا إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أبواب الفساد المالي فمنع من تولى عملا للمسلمين، أن يستغل وظيفته، لمصالحه الشخصية.

وفي المدينة المنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالله البعيجان، المسلمين بتقوى الله، مضيفا أن الاستخلاف في الأرض مسؤولية تستوجب الأمانة، وأن الأمانة تستلزم الصدق والنزاهة والإخلاص والوفاء بالعهود والعقود والحقوق والالتزامات، والتعفف عن المحرمات.

وأشار إلى أن مقابل الأمانة هناك الخيانة وهي لؤم وآية من آيات النفاق، وأن الإفساد في الأرض يهدد العباد وهو شؤم وخراب فمن مظاهره الغش والاختلاس والغبن والاحتيال وغسل الأموال.

وأكد أن الاستخلاف في الأرض امتحان يستوجب محاسبة النفس، ومراقبة الله تعالى فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: "عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه".

وبينّ أن الإسلام يحمي المال ويصونه كمقصد من مقاصد التشريع الخمسة التي هي النفس والعرض والعقل والدين والمال، فشرع من أجله الأحكام وأذن في الدفاع عنه والشهادة دونه، مؤكداً على اقتران حرمة المال العام بحرمة الدماء.