أدى جموع المصلين في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، صباح اليوم (الإثنين) صلاة الاستسقاء، تأسياً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط منظومة من الخدمات والإجراءات الاحترازية.

ففي مكة المكرمة أدى المصلون صلاة الاستسقاء بالمسجد الحرام ويتقدمهم أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وأم المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس، حيث ألقى خطبة أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته وطاعته وعدم معصيته والتوبة إليه واستغفاره والتضرع إليه وسؤاله.

وقال الشيخ السديس إن ما عم كثيرا من الأرجاء، وغدا في المجتمعات من الابتلاءات والأرزاء، لا منجي منه إلا لزوم التوبة والاستغفار للعزيز الغفار، ودعا المسلمين للإخلاص في العبادة ولزوم السنة والجماعة والوسطية والاعتدال والبعد عن الذنوب والمعاصي واجتناب التساهل في حقوق العباد وتعزيز مجالات القدوة والنزاهة.

وأبان أن العالم اليوم يعيش ويترقب تحديا جديدا يتمثل في نقص المياه، ويطالب المهتمون بتحقيق الأمن المائي؛ فإن من عظيم البشريات ما تقوم به المملكة من إحياء هذه السُّنة القويمة في الاستسقاء والدعاء، مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمعاصرة في توفير المياه عبر وسائل عديدة منها: تحلية مياه البحر، وإيقاف الهدر المائي، وتخفيض الاستهلاك الزراعي، وتَبَنِّي الاستراتيجيات الوطنية للمياه؛ التي تعمل على تحسين إدارة الطلب على المياه، واستخدامها وترشيدها.

وفي المدينة المنورة، أدى جموع المصلين صلاة الاستسقاء في المسجد النبوي الشريف يتقدمهم أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان.

وأمّ المصلين وخطب بهم إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح البدير، مبيناً أن الاستغفار يكفّر عن الذنوب السالفة والخطايا السابقة ومَن أكثر الاستغفار يسر الله رزقه وسهّل عليه أمره وحفظ عليه شأنه وقوّته.

وتحدث في خطبته عن أن طمأنينة النفس وقرة العين وسكينة الفؤاد وسعادة الروح في أن يكون العبد منكسراً بين يدي مولاه متذللاً لعظمته، فحسبنا الله لما نابنا إياه نرجو وبه نستعين فإذا انحبست الأمطار وجفّت العيون والآبار وعطشت النخيل والأشجار وأصبحت الأرض هامدة يابسة متطامنة قد انصاحت جبالها ويبست رياضها واغبرّت دروبها فلا يملك غياثها إلا الربّ الكريم.

وأضاف أن العطايا من فضله تُرتَقَب، وهو المرجوُّ لكشف الكُرَب، فكم مِنَح أعطى، وكم مِحنٍ كفى، له الحمدُ والشكرانُ والمنُّ أجمع، يعفو ويمحو ويصفح، ويغفر ويستر ويمنح، مذكراً بالصدق في التوبةِ والاعتذار، والإكثار مِنَ الاستغفار، وهجر الذنوبَ والأوزار، واجتناب مواردَ الخسَار ومسارحَ البَوار.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد وجه عموم المسلمين في المملكة، إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة، مطالبا الجميع بأن يكثروا من التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله سبحانه، والإحسان إلى عباده والإكثار من نوافل الطاعات من صدقات وصلوات وأذكار.