مع مرور كل ساعة تتضخم الأزمة السياسية بين موسكو وبرلين، إلى الحد الذي وصل إلى الحديث صراحة إلى استعداد روسيا لمواجهة حرب محتملة من ألمانيا، وفق ما ذهب إليه أحد أبرز رجال الساسة والدولة في موسكو.
الأزمة التي ارتبطت في بدايتها بوقوف برلين مع كييف في حربها ضد موسكو، لكن الأمر بات أكثر خصوصية مع تسريب تسجيلات عسكرية حول زيادة التعاون العسكري الألماني الأوكراني،مع ظهورتسجيل صوتي لاجتماع ضم مسؤولين عسكريين ألماناً بارزين.
واعتبر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أن ما روجته روسيا في هذا الشأن بمثابة"حرب معلومات" من قبلها؛ بهدف خلق انقسامات داخل ألمانيا، مشيراً إلى أن الحادث أكبر بكثير من مجرد اعتراض ونشر محادثة، إنها جزء من حرب معلومات يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تزامنت تلك التصريحات مع نشر وسائل إعلام روسية، تسجيلاً مدته 38 دقيقة لمكالمة سُمع فيها ضباط ألمان يتحدثون عن أسلحة لأوكرانيا، وضربة قد تشنها كييف على جسر في شبه جزيرة القرم، كما تحدثالمشاركون في المكالمة عن إمكانية تسليم صواريخ كروز من نوع توروس إلى كييف، وتدريب الجنود الأوكرانيين.
وسرعان ما طلبت موسكو على لسان متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، من ألمانيا تفسيراً دون تقديم تفاصيل عن مخاوفها، كما ألمح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن الخطط الماكرة للقوات المسلحة الألمانية، والتي أصبحت واضحة بعد نشر هذا التسجيل الصوتي، وفق ما ذهب إليه نصاً.
المخضرم السياسي والرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، ذهب إلى أن التسجيل يشير إلى أن برلين تستعد لقتال موسكو، وهو ما يدفع بلاده إلى الاستعداد لهذا الأمر.
ورداً على تصريحات موسكو، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس بإجراء تحقيق شامل في تلك المحادثات العسكرية السرية، مشيراً إلى أن ما يتم الإبلاغ عنه مسألة خطيرة جداً ولهذا السبب يتم التحقيق فيه بعناية شديدة ومكثفة وبسرعة كبيرة.