أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، أهمية الحرص على بر الوالدين، باعتباره باباً من أبواب الجنة وأنه لا براءة من اللؤم والسوء لمن تهاون فيه. 

وقال الشيخ الشريم إنه ليس هناك شخص أعظم خسراناً من امرئ يفتح له باب من أبواب الجنة فيأبى ولوجه بمحض إرادته، بل يقف دونه مستنكفا ثم يستدير ليجعله وراءه ظهريا، نائيا بنفسه عن ولوج ما فيه سر فلاحه وسعادته في دنياه وآخرته. 

وأوضح أن الأبوين هما للأولاد بمثابة الشمس والقمر يضيئان دروبهم، ويؤنسان وحشتهم، مؤكداً أن سعادة المرء في دنياه أن يدرك أبويه على قيد الحياة لينهل من معين برهما، مبيناً أن بر الوالدين ينبغي أن يكون شابا لا يشيخ، وإن شاخ الآباء والأولاد، ولا ينبغي أن يكون عبئا ثقيلا يتقاسمه الأولاد بينهم تقاسما وظيفيا. 

وأضاف أن الأبوين هما من يبكيان ليبتسم أولادهما، وهما من يحزنان ليفرح أولادهما، وهما من يشقيان ليسعد أولادهما، لافتاً إلى أن البر طبع متين طارد لخصال السوء والسفساف، فما رأى الناس بارا خبيث الطبع. 

وأبان أن الشخص العاق يعلم أنه بعقوقه هذا يعد مصرا على كبيرة من كبائر الذنوب التي قال النبي صل الله عليه وسلم عنها :(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالها ثلاثا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئا، فقال: ألا وقول الزور)، وأن الجزاء من جنس العمل، وأنه كما يدين المرء يدان، وأن جزاء السيئة سيئة مثلها، وأن البر في أكثر الأحيان يلحق، والعقوق كذلك. 

وأكد فضيلته على أن بر الوالدين نتيجة لمقدمة سابقة من التربية الحسنة والعاطفة والعدل والبذل، فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ليكونوا لكم في البر سواء، وحذر من دعاء الأب أو الأم، فإنه لا يدعو أحد منهما على ولده إلا لعقوق عظيم ناله منه. 

من جهته، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن أهوال يوم القيامة والحساب، موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل. 

ودعا المؤمنين لتذكر القيامة وأهوالها وأحوالها والساعة وزلزالها، وألا تلهيهم الدنيا عن اليوم الموعود، والاستعداد للحساب على القطمير والصغير والكبير حين يضع المولى عز وجل الموازين القسط.