في دولة تسود فيها الصحراء، كالمملكة؛ وجدت التكنولوجيا أوسع الأبواب للدخول في حياة المجتمع السعودي بكل التفاصيل. والقصد أن التقنية الحديثة ربما توفر الجهد والوقت في كثير من جوانب الحياة ما إذا تم توظيفها بالشكل الصحيح.
في السعودية، هناك بعض من المُسلمّات التي لا يمكن رمي نوافذها بحجر، وعلى هذا الأساس يصعب السماح للتكنولوجيا بالتواجد، من منطلق أن التسليم يأتي من باب التكيف الاجتماعي والاعتياد الذي يعيشه المجتمع، مثلاً مع فكرة الإيمان والتصديق بما يأتي به مُترائي الأهلة في سدير أو تمير، اللتين وضعتا بصمتهما في قوائم المسلمين قاطبةً؛ من نتائج رؤية هلال شهر رمضان أو أهلة العيد.
وكما للصحراء قصتها المتفردة في المجتمع، فلسدير وتمير أيضاً حواديتهما الخاصة، ما إذا تم النظر لتميز شريحة من قاطني تلك المحافظتين، بتحديد الأهلة، كهلال شهر رمضان، والعيدان، الفطر والعيد الأكبر "الأضحى المبارك"، في وقت مضى، حين كان الاعتماد على الاجتهادات الشخصية.
أما مع دخول مراكز الأبحاث، المتخصصة في الفلك ورصد الأهلة، في ظل متابعة وزارة العدل مباشرةً من المراصد المعتمدة لأخذ شهادات من يمكن أن يكونوا شاهدوا الهلال، فقد انتقل الأمر إلى حالة من التنافس بين المحافظتين، ما خلق شبه "ديربي" يدخله مترائي سدير، أو تمير، ليتم تهنئة من يقوم برصد الهلال قبل الآخر.
يوم الأحد المقبل، ستكون المنافسة ساخنة إلى حدٍّ ما بين مراكز الرصد في سدير وتمير، وذلك بعد أن دعت المحكمة العليا لتحري هلال شهر رمضان يوم الأحد المقبل؛ وسيشبه الأمر مباراة كرة قدم، بين فريقي الهلال والنصر؛ أو برشلونة وريال مدريد، كناية عن سخونتها.
وهذا الأمر ولّد فكرة داخل المجتمع السعودي، تقوم على تشجيع طرف على آخر؛ وبالتالي المباركة لمن يقوم برؤية الهلال، من باب الأنس المرتبط بالشهر الكريم.
ولطالما اعتدّت بعض دول الجوار، كالخليج وبعض النطاق العربي، بنتائج رؤية الهلال من سدير وتمير؛ وذلك نظراً لتشكل حالة من الثقة الممتدة عبر السنين بالنتائج التي تخرج من تلك المحافظتين.
وقد جرى العرففي المملكة، على أن تدعو المحكمة العليا الجميع لرؤية شهر رمضان أو العيدين، كنظام سارت عليه الدولة منذ عقود.