في سهل منبسط يقع بين مدينة ينبع وجبل رضوى الواقع شمال شرقي ينبع المطلة على البحر الأحمر، التقى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وملك مصر والسودان فاروق بن أحمد فؤاد، عام 1945م، وهو اللقاء الذي كان الأول بين الملكين، وتمخض عنه تأسيس جامعة الدول العربية.
اللقاء التاريخي الذي عرف بـ"لقاء رضوى" ونتج عنه اتفاقية "قمة رضوى" التي شكلت حجر أساس الجامعة العربية، سبقه آنذاك مجموعة من الاستعدادات والإنشاءات التي لا تزال شاهد عيان على تفاصيل ما جرى من حفاوة استقبال وكرم ضيافة تليق بمستوى الملكين والمرافقين لهما.
آنذاك تم تشييد ألفي خيمة بموقع اللقاء وفرشت جميعها بالسجاد والأثاث، وقسمت لمعسكرين كبيرين أحدهما للضيف المصري والمرافقين له والآخر مخصص للملك عبدالعزيز والأمراء والوزراء والعاملين في الدولة ومستقبلي الملك فاروق.
وبعد وصول اليخت الملكي "فخر البحار" الذي يقل الملك فاروق، إلى شرم ينبع، صعد إليه عدد من الأمراء والمسؤولين، وقدموا ترحيبهم بالملك ثم رافقوه إلى المرسى حيث كان الملك عبدالعزيز بانتظاره، وبعد الترحيب استقل كلا الملكين سيارة مخصصة متجهة نحو المعسكر، ليستمر اللقاء 3 أيام تخللتها سفر الملك فاروق لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
عدسة "أخبار24" زارت هذا الموقع التراثي، وتجولت في جنباته، ورصدت ما آل إليه بعد مرور نحو 80 عاما على اللقاء التاريخي، حيث تبين وجود بعض المخلفات داخل الموقع كالأبواب المحطمة ومواد البناء القديمة بالإضافة لعدم وجود طريق معبد للموقع الذي يتضمن عدة معالم مهمة.
وأوضحت هيئة التراث لـ"أخبار 24" أنها تستهدف وفق خطتها لعام ٢٠٢٤ إدراج الموقع ضمن مشاريع الترميم وإعادة التأهيل، كما أنها تعمل على حماية الموقع بالحراسات الدورية التي تراقبه وترصد أي تعديات عليه.
ومن بين المعالم المهمة بالمكان ما يعرف بـ"فرن الشرم" والذي تم إعداده آنذاك لإنتاج الخبز للحضور، والذي قالت عنه هيئة التراث إنه من المواقع التراثية ذات القيمة التاريخية في محافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة، ويخضع لنظام الآثار والتراث العمراني في الحماية والمراقبة والمحافظة عليه من التعديات.
وعن هذا الفرن، قال المرشد السياحي عيسى عشي، إنه كان من بين أدوات الضيافة المتكاملة التي تم استقبال الملك فاروق بها، حيث اتسع إلى 2500 رغيف، مضيفا أن الموقع بشكل عام يحظى بأهمية تاريخية كبيرة جدا.