تُعتبر كثرة الحمر الكاذبة إحدى الحالات الفسيولوجية المرتبطة بوجود خلل في حجم البلازما في الدم نتيجة نقص إمداد الأنسجة بالأكسجين، حيث يحاول الجسم تعويض هذا النقص من خلال تصنيع المزيد من الهيموغلوبين وكريات الدم الحمراء.
وتُعرف هذه الحالة المرضية بالعديد من الأسماء، ومنها: "كثرة الكريات الحمر النسبية، وكثرة الكريات الحمر الإجهادية، وكثرة الحمر الحميد، ومرض غايسبوك"، ويصاحبها عادةً انخفاضاً في حجم البلازما وتركيز الدم نتيجة زيادة معدلات إفراز الهيماتوكريت والكتلة الكلية لخلايا الدم الحمراء.
وفيما يلي نستعرض أبرز أنواع أسباب وأعراض ومضاعفات وطرق علاج كثرة الحمر الكاذبة في الدم:
الأنواع
ويصنّف العلماء كثرة الحمر الكاذبة اعتماداً على نوعين، أولهما كثرة الحمر الأولية أو الحقيقية وهي أحد أنواع سرطان الدم النادرة، وتتميز ببطيء النمو السرطاني المعروف باسم ورم التكاثر النخاعي.
أما ثاني أنواع كثرة الحمر الكاذبة هو كثرة الحمر الثانوية، وتحدث في حالة عدم تسبّب مرض التكاثر النخاعي في زيادة خلايا الدم الحمراء.
الأسباب
وتنتج هذه الحالة المرضية عند زيادة فقدان السوائل الشديد لدى المريض والمعروف بـ "التجفاف"، والتي تؤدّي إلى تقليل مستويات البلازما وتركيز الدم.
كما يتسبّب التعرّض للإجهاد العصبي في الإصابة بالمرض، إلى جانب أسباب أخرى مثل تكوين خلايا دم زائدة في نخاع العظم، وارتفاع ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم.
الأعراض وعوامل الخطر
وتظهر مجموعة من الأعراض المرضية على المصابين بكثرة الحمر الكاذبة، ومنها: "الدوخة أو الدوار، والصداع، والتعرق المفرط، وطنين في الأذن، وعدم وضوح الرؤية، واحمرار راحة اليد وشحمة الأذن والأنف، والنزيف الأنفي المتكرر، والشعور بحرقان في القدمين".
وتزيد عوامل خطر الإصابة بالمرض عند الرجال كبار السن، أو عند المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بطفرة جينية معينة، وانتقال بعض الطفرات إلى الأطفال من خلال الحيوانات المنوية أو البويضة.
المضاعفات وتشخيص المرض
تؤدي الإصابة بكثرة الحمر الكاذبة إلى حدوث مجموعة من المضاعفات، ومنها: "تضخم الطحال، وجلطات الدم، والذبحة، والسكتة الدماغية، والقرحة الهضمية، وأمراض القلب، والنقرس، واضطرابات الدم كالتليف النقوي أو اللوكيميا".
ويمكن تشخيص المرض عن طريق اختبار تعداد الدم الكامل لدى المريض، أو عبر أخذ خزعة من نخاع العظم، أو الخضوع للاختبارات المعملية لمعرفة الطفرات الجينية المسؤولة عن الإصابة بالمرض.
العلاج
وتعتمد طريقة العلاج على سبب الإصابة، ومنها طريقة الفصد وهي تقليل عدد خلايا الدم الحمراء عن طريق سحب الدم يدوياً من أحد الأوردة، أو عن طريق تناول الأدوية المثبطة لنخاع العظم مثل أدوية الهيدروكسي يوريا.
كما تساعد مثبطات غانيوس كاينيس في تثبيط إنزيم JAK2 مما يقلّل من عدد خلايا الدم الحمراء، أو تقليل الأعراض عن طريق التخفيف من تجلّط الدم بتناول مضادات الهيستامين أو الأسبرين.