أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بليلة، المسلمين بحفظ اللسان وصونه، مبيناً أنه نعمة عظيمة من نعم المولى عز وجل، وأن أثره عميم، يَرقى بالمرء درجات العز والفخار، وقد يهويِ في دَرَكاتِ العَطَب والبوار. 

وقال في خطبة الجمعة اليوم، إن المصطفى ﷺ: سُئل عن أكثرِ ما يُدخِلُ الناسَ النارَ فقال: (الفَمُ والفَرْج)، وأبان (أن العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ ما يَتبيَّنُ ما فيها، يَهوي بها في النار أبْعَدَ ما بين المشرق والمغرب). 

وأضاف أن اللسان وديعة وأمانة عند الإنسان، وهو مسؤول عنها مبينا أن كلَّ كلمةٍ يلفظها الإنسان مثبتة عليه في كتابٍ لا يَضِلُّ ربي ولا ينسى ثم تُعرَضُ عليه يومَ العرضِ الأكبر؛ فإن كانت خيرًا فما أحَظاهُ وأهْناه، وإن كانت شرًّا فما أبْأسَه وأشْقاه!

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر  ورسولُه ﷺ بأحسنِ القولِ وأطْيَبِه، وحَضَّا على أجملِ الكلام وأعْذَبِه، حيث قال تعالى: "وقولوا للناس حسنا"، وقال عليه الصلاةُ والسلام: (مَن كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فلْيقُل خيرًا أو ليصمُت). 

وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أنَّ مَن حَفِظَ لسانَه أراحَ نَفْسَه، وأنَّ مَن صمت نجا، كما أن حفظ اللسان يُكسِبُ المحبة، ويُورِث الوَقار، ويُسبِغُ على صاحبه الهيبة. 

من جهته، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن في عمله، لافتاً إلى أن المجتمعات والأمم تئن من مظاهر فقد إحسان العمل، وذلك بإهمال الأعمال والتسيب في أوقات العمل وضعف الإنتاج وتضييع الأمانة وقلة النزاهة واتساع دائرة الفساد. 

وأضاف أن الإسلام جاء بمنهج رباني لا مثيل له وهدي نبوي لا نظير له يربى على الإحسان ويزرع الإيمان، مشيراً إلى أن الإحسان إذا رافق المسلم في عبادته وصلاته وفي مكان عمله سيصنع منه مسلماً صادقاً أميناً محسناً في صنعته متقناً في مهنته ومبارَكاً له في ماله وصحته وأولاده. 

وقال إن على المسلم أن يعلم أن إحسانه وفاء لنعم الله وشكره سبحانه وتعالى على ما مَنَّ به عليه، مشيراً إلى أن من وسع الله عليه رزقاً أو مالاً أو جاهاً أو علماً فإن عليه أن يشكر الله على ذلك بصرفه في الطرق التي شرعها.