خلال معركة الملك عبدالعزيز لاستعادة الرياض، وبالتحديد في 5 شوال عام 1319هـ، كان بيته مستعدًا لاستقبال مولود بين جدرانه المقامة في قلب مدينة الكويت وبالقرب من مسجد ابن بحر والمدرسة المباركية.

ومع أخبار الانتصارات كانت صرخات الحياة من المولود الجديد، هو الابن الثاني للملك عبدالعزيز، الملك سعود، ثاني ملوك المملكة.

طفولة مختلفة

عاش الملك الراحل مع والدته وأخته وجديه اللذين تربى على أيديهما، في ظل انشغال والده بأمور الحرب والسياسة، لكنه تربى وإخوته على كونهم رجالا نشأوا في كنف رجال.

في هذه الفترة اقترب الملك سعود من أخيه الأكبر الأمير تركي، وهو ما أثر في شخصيته، قبيل طلب الملك المؤسس أن يجتمع بأسرته بعد استقرار الأحوال في الرياض.

الدراسة وانقطاعها

وكانت دراسة الملك السابق على يد أحد كبار قراء ومجودي القرآن الكريم، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن مفيريج، فتعلم على يديه أمور الدين والحديث، إضافة إلى حفظ كتاب الله ومعرفة تفسيره.

وفيما ينقطع العامة عن الدراسة بسبب عدم تيسير الحال أو عدم الاهتمام، كانت إصـابة الملك سعود بالجدري سبب انقطاعه عن الدراسة لـ 4 سنوات.

السياسي والدبلوماسي

وعلى يدي عبد الله الدملوجي والشيخ حافظ وهبة، عمودي بلاط الملك المؤسس، كانت التلمذة الحقيقية في أمور السياسة والحكم، للملك سعود وإخوته.

وكانت سنوات التنشئة اللاحقة لذلك، عقب الدراسة في كنف الملك المؤسس، يحضر مجالسه كإخوته، إضافة لمجلس جده الإمام عبد الرحمن، ساهمت هذه التنشئة في تهيئة قائد عسكري وسياسي تُوكل له المهام خارج الدولة وداخلها.

أولى المعارك

وكانت أولى المعارك التي خاضها الملك سعود بن عبد العزيز، برفقة أخيه الأكبر تركي، وهي معركة جراب في الزلفي، ضد أمير إمارة جبل شمر سعود الرشيد في عام 1915م.

إلا أنه مع اشتعال الحرب العالمية الأولى، ومحاولات بريطانيا إجبار البلدان العربية على التفاوض وتوقيع الاتفاقيات، وقعت معركة "ياطب"، وارتبط اسم الملك سعود بها، لا فقط بالكر والفر بل أيضًا بالانتصار فيها وتحديدًا في مناهل الدفينة، في أواخر رمضان عام 1338هـ، الموافق 1919.

توسع العمليات

ومع خضوع إمارة شمر، أمر الملك المؤسس بتوسيع العمليات، والتي كان دور الملك سعود فيها التخطيط والمراقبة، وتحت قيادته استولت القوات السعودية على عسير ثم على الطائف ومكة، ليأتي الملك المؤسس محرمًا لمكة، وتاركًا أمور الحكم لابنه القائد والمخطط سعود.

ولاية العهد

في الفترة التي تولى فيها الملك سعود ولاية العهد، رفعت رايات الإصلاح التنظيمي تحت لواء الملك المؤسس، خاصة في وزارة المالية، بتأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي، وإصدار ثالث ميزانية للدولة، إضافة لتسوية النظم الإدارية والإصلاحات المالية ودراسة أنظمة المشاريع التنموية.

وفي قطاع الحج طورت خدماته، وأمنت المياه وتطورت الجمارك، هذا كله إلى جانب طلبه تعيينات جديدة في الدوائر وإقرار عدد من الإصلاحات على نظم المحكمة الشرعية.

وفاته

في السنوات الأخيرة من حكمه، عانى الملك سعود من أمراض متعددة، تطلبت وجوده في الخارج، ما دعا ابنه الأمير محمد، لعقد اجتماع للعلماء والأمراء، في مارس 1964، واتفق على أن يبقى الملك سعود ملكًا ويقوم الأمير فيصل بتصريف أمور المملكة الداخلية والخارجية بوجود الملك في البلاد أو غيابه عنها.

وتوفي الملك سعود رحمه الله في 23 فبراير 1969، في العاصمة اليونانية أثينا عن عمر ناهز 67 عامًا، ونقل بعدها جثمانه لمكة المكرمة، وصلي عليه في المسجد الحرام، ودفن في مقبرة العود بالرياض.