بينما لا تزال المملكة محتفية ومحتفلة بيوم تأسيسها الذي يوافق الـ 22 من فبراير كل عام، تشارك جارتها الكويت احتفالًا خاصًا أيضًا بيومها الوطني الذي يوافق اليوم الجمعة 25 من فبراير، لتتواصل الاحتفالات في البيت الخليجي العربي كما تتصل العلاقات، وفي هذا التقرير نستعرض ملامح من العلاقات بين الجارتين الشقيقتين.

انطلاقة لاستعادة الرياض

في عام 1891، حل الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ضيوفًا على الكويت، لتشهد مدينة الكويت مولد أبناء الملك المؤسس، خاصة الأمير تركي والملك الراحل سعود بن عبد العزيز، وهي المكان الذي اعتبره الملك المؤسس حرمًا آمنًا يمكن لأولاده أن يكونوا فيه مع الأجداد، ليبدأ هو مسيرة استعادة وتوحيد المملكة حتى عام 1902.

في تلك الفترة جمعت العلاقات بين الإمام عبد الرحمن الفيصل، بأخيه الشيخ مبارك صباح الصباح، أو المعروف بين الكويتيين بمبارك الكبير، وفي ظل توحيد المملكة، حرص الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود أن تكون العلاقات بين المملكة والدولة المضيفة التي احتضنت الأبناء والآباء قوية، ولذلك كانت الكويت من أوائل البلاد التي زارها الملك عبد العزيز، ولم تنقطع زياراته عنها منذ عام 1910.

زيارات متكررة واتفاقيات متوالية

تكررت زيارات الملك المؤسس بعد عام 1910، إلى الكويت في أعوام 1915، و1936، وبين هذه الزيارات وقعت عدة اتفاقيات، أولها اتفاقية ترسيم الحدود في ديسمبر عام 1922، والتي أقرت إقامة منطقة محايدة بين البلدين، وبتوقيع الملك عبد العزيز آل سعود والشيخ أحمد الجابر الصباح.

ووقعت الاتفاقية الثانية، في 20 أبريل 1942، والتي جاءت لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتي نصت على الصداقة وحسن الجوار، والتنسيق الأمني، بالالتزام بتسليم المجرمين بين البلدين.

أول تمثيل دبلوماسي في الكويت

عقب استقلال الكويت في يونيو 1961، كانت المملكة أول المسارعين لإقامة تمثيل دبلوماسي على الأراضي الكويتية، تأكيدًا على استقلال الكويت، ليكون بذلك التمثيل الدبلوماسي السعودي، أول تمثيل دبلوماسي، ويكون السفير السعودي أول سفير يقدم أوراق اعتماده لدى الكويت، إضافة إلى أن المملكة ساعدت الدولة التي شهدت استقلالها حديثًا أن تنضم إلى اللواء العربي في جامعة الدول العربية.

تأسيس مجلس التعاون

ومما يدل على عمق العلاقات، فقد تشاركت الجارتان الشقيقتان في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، عام 1981، والذي أثمر تأسيسه عن تعاون بين أعضاء البيت الخليجي، أبرزته الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون والتي وقعت في الرياض في نوفمبر 2012.

حرب التحرير وجهود المملكة الدبلوماسية

قادت المملكة خلال حرب تحرير الكويت، جهودًا دبلوماسية، لكسب التأييد الدولي، واستباقًا للخطوات العسكرية، ونجحت الدبلوماسية السعودية في تحقيق انتصارات عبر منابر دولية كمجلس الأمن، باستصدار قرارات تدعو للخروج من الكويت، وقرارات اقتصادية تقوض التحركات العسكرية العراقية، والتي بلغ مجموعها 8 قرارات دولية.

ولم تكن المشاركة العسكرية في تحرير الكويت، فقط هي تدخل المملكة، بل كان للمملكة موقف مع الشعب الكويتي، فأمر الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، بفتح الحدود أمام اللاجئين الكويتيين وتوزيعهم على مناطق المملكة، بما في ذلك مشاريع سكنية أعدت لبعض العائلات السعودية، ودعمهم ماديًا ومعنويًا حتى وصولهم إلى مقر وحداتهم.

مجلس التنسيق

يسعى مجلس التنسيق السعودي الكويتي إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين، وتعزز من التعاون والتكامل في الموضوعات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية والثقافية.

ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رؤية حول العلاقات الأخوية مع الأشقاء في الكويت، تكللت بإنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، لتعزيز العمل الثنائي بين البلدين.

وقد سبق هذا المجلس، عدة دلائل على النظرة التي ينظر بها خادم الحرمين وولي العهد إلى الأشقاء في الكويت، بدأت بزيارة رسمية لولي العهد للأراضي الكويتية في الربع الأخير من 2018، لدعم العلاقات ثم زيارة في ديسمبر 2021، توجت ببيان مشترك ومذكرة تفاهم في عدة مجالات اقتصادية واستثمارية وصحية وفي مجال الأمن السيبراني أيضًا.

تكريم ولي العهد

كان لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للكويت في 2021، آثار عظيمة في نفوس الكويتيين، تجلت بتقليد أمير الكويت لولي العهد بقلادة مبارك الكويت أعلى الأوسمة في الكويت.

كما احتفى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بزيارة ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد خلال زيارته الرسمية للمملكة، وخلال زيارتيه اللاحقتين للمشاركة في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، واجتماع القمة الخليجية الـ 42، وكل ذلك يدل على الأخوة والعلاقات الطيبة بين قادة الخليج.

حجم الشراكة بين البلدين

تعمل حكومتي المملكة والكويت على تنمية المسيرة الاقتصادية وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، لفتح آفاق أوسع للنمو الاقتصادي، والذي أحرز نمواً إيجابياً وتنوعًا اقتصاديًا في البلدين خلال الفترة الماضية.

وبلغ حجم التجارة المتبادلة بين البلدين 9 مليارات و28 مليون ريال في 2019 بمتوسط سنوي بلغ 3.7 %، وبلغ إجمالي الصادرات السعودية للكويت 7 مليارات و121 مليون ريال وبلغت الواردات مليارًا و960 مليون ريال بنهاية 2019م، وفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة.

 

خطى ثابته لتحقيق التطلعات

يسير الشيخ نواف الأحمد على خطى أسلافه أمراء الكويت؛ من خلال حرصه على وحدة الصف الخليجي، ومشاركة قيادة المملكة رؤيتها في تحقيق المزيد من التضامن والاستقرار بين شعوب الخليج والمنطقة ككل، كما تنطلق الكويت بخطى ثابته نحو تحقيق تطلعات وطموحات الشعب الكويتي، وتحقيق العدالة والمساواة بما يضمن الارتقاء بالأمة الكويتية لمنافسة مصاف الدول المتقدمة.