يستخدم العديد من الأشخاص العلاج بالحقن؛ وذلك يرجع لأن الجسم يستفيد بشكل أسرع من المادة الفعالة بهذا الشكل، بالإضافة إلى أن الأدوية الفموية تمثل مشكلة للجهاز الهضمي لبعض الأشخاص.

وفي معظم الأوقات يعاني الأشخاص الذين يتعرضون فيها للحقن من ألم أو تورم مكان الحقن، وفي هذا المقال سنتكلم ما هي أسباب وكيفية علاج تورم مكان الحقن.

أسباب تورم مكان الحقن

في العادة يرجع سبب ألم أو تورم مكان الحقن إلى رد الفعل المناعي للجسم تجاه موقع الحقن، فقد تحصل على كمية صغيرة من الألم أو الاحمرار عند استخدام الحقن العضلي أو الحقن تحت الجلد، ويتم وضع هذا التحذير في بيان معلومات أغلب اللقاحات والتطعيمات.

وتوجد بعض الأسباب الآخرى لحدوث التورم، مثل:

- التهاب الأنسجة، والذي قد يحدث بسبب عدم تعقيم أداة الحقن أو موقع الحقن قبل إدخال الإبرة.

- إعطاء الحقنة بطريقة خاطئة، مما يتسبب في حدوث نزيف داخلي مكان الحقن.

- ضعف الجهاز المناعي، قد يحدث تورم مكان الحقن أيضًا، بسبب ضعف الجهاز المناعي للشخص الذي يتلقي الحقن.

علاج تورم مكان الحقن

تشمل إجراءات علاج تورم مكان الحقن التالي:

- من يعانون من الألم أو الاحمرار، قد يوصي الصيدلي بتطبيق ضغط بارد في موقع التورم.

- من يعانون من الحكة، فقد تكون مضادات الهستامين مناسبة لهم.

- من يعانون من ألم وتورم، فقد تكون مسكنات الآلم التي تُصرف بدون وصفة طبية مناسبة لعلاج تورم مكان الحقن.

- من يعانون من النزيف، يمكن علاجه عن طريق الضغط حتى يتوقف النزيف واحتواء النزيف في الموقع، ثم تغطية الموقع بضمادة لاصقة أو ضغط، ثم تطبيق مضادات الحمى.

بالإضافة للإجراءات السابقة، توجد بعض النصائح الهامة التي يجب اتباعها لعلاج تورم مكان الحقن عن طريق تخفيف الألم والتورم قدر الإمكان، وتشمل:

- وضع ثلج (كمادات ثلجية) على موقع الحقن لمدة 30 إلى 60 ثانية قبل إعطاء الحقنة، فالبرودة تساعد على تقليص الأوعية الدموية الشعرية التي قد يتم ثقبها أثناء إعطاء الحقنة.

- عند الحقن في البطن، تأكد من أنك لا تحقن بالقرب من السرة، فذلك قد يُحدث الكدمات في بطنك ويتسبب في آلام.

- استخدام الإبر الطويلة قدر المستطاع عند الحقن، فالإبر القصيرة تميل إلى التسبب في كدمات أكثر من الإبر الطويلة.

- إخبار الطبيب في حالة تناول مميعات الدم (أدوية سيولة الدم) مثل الأسبرين أو الوارفارين أو بلافيكس، فقد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكدمات في هذه الحالة.

- تأكد من أن يكون الحقن بزاوية 90 درجة أي بشكل عمودي على جلدك وليس بشكل مائل في حالة الحقنة العضلية، أما في حالة حقن تحت الجلد فقد تكون الحقنة بزاوية مائلة.

- يجب استخدام إبرة جديدة دائمًا أو غطاء قلم بالنسبة لأقلام الأنسولين؛ وذلك بسبب أن إعادة استخدام الإبر قد يُسبب المزيد من الصدمات للأنسجة، وبالتالي تورم مكان الحقن.

- تبديل مواقع الحقن، فقد يتسبب الحقن المتكرر في نفس المنطقة في حدوث تورم وكدمات، وقد تحدث مضاعفات تؤدي لظهور نسيج ندبي أي حدوث ندبة.

متى يجب الذهاب للطبيب لعلاج تورم مكان الحقن؟

تعد الحقن طريقة لتقديم العلاج للعديد من الحالات الصحية المختلفة والرعاية الوقائية، بما في ذلك اللقاحات.

وفي أغلب الأحيان تكون الحقن آمنة تمامًا ولا تسبب سوى ألم وإزعاج خفيف سريعًا ما يختفيان.

ورغم ذلك كما هو الحال مع جميع الأدوية، قد تكون هناك بعض الآثار الجانبية والتي يجب التواصل مع الطبيب لعلاجها. وقد تختلف الأعراض من طفيفة إلى أكثر خطورة اعتمادًا على ما إذا كانت الحقنة تحت الجلد أو في الوريد أو في العضل.

ومن ردود الفعل التي قد تحدث بسبب تورم مكان الحقن والتي يجب أن تتواصل مع الطبيب فورًا عند حدوثها:

 1. ارتفاع درجة الحرارة (الإصابة بالحمى)

تستدعي الحمى التي قد تصل إلى وتزيد عن حوالي 38.5 درجة مئوية بعد الحقن للاتصال بالطبيب الخاص بك؛ وذلك لأن الحمى قد تشير إلى وجود عدوى ناتجة عن تلوث الإبرة أو رد فعل تحسسي تجاه الدواء نفسه.

2. ألم شديد في موقع الحقن

في أغلب الوقت ليس هناك تورم موضعي أو احمرار بعد الحقن، ولكن في بعض الحالات ، قد يكون الألم شديدًا ولكنه ليس خطيرًا، وذلك قد يرجع بسبب اصطدام الحقن العضلي بالخطأ بالعصب الوركي، مما يستوجب تدخل الطبيب لعلاج تورم مكان الحقن.

3. انتفاخ أو تورم تحت الجلد

بينما يمكن أن يحدث التورم والكدمات الطفيفة بعد الحقن، إلا أنهما يتحسنان عادة في غضون يوم، أما في حالة استمرار التورم وتغير اللون، فقد يشير ذلك إلى وجود عدوى.

قد يشير التورم غير الطبيعي الذي يبدو ناعمًا وطريًا ومؤلماً إلى وجود خراج، وغالبًا ما يكون دافئًا عند اللمس ويرافقه تضخم الغدد الليمفاوية.

وفي هذه الحالة يجب التواصل مع الطبيب لمنع انتشار العدوى في جميع أنحاء الجسم، وتصريف الخراج بشكل صحيح.

 4. رد فعل مفاجئ للجسم

بعد الحقن، يمكن أن يعاني الجسم من رد فعل شديد (تسمى أيضًا بحساسية مفرطة)؛ بسبب تفاعل الجسم بشكل عكسي مع الدواء المحقون، مما يتسبب في سلسلة من الأعراض الشديدة والتي من المحتمل أن تكون مهددة للحياة.

وتتطور الحساسية المفرطة بسرعة كبيرة وتحتاج إلى العلاج على الفور بجرعة من الأدرينالين، والتي يكون المسؤول عنها الطبيب المختص.

وتشمل الأعراض الأولية:

سيلان واحتقان الأنف (التهاب الأنف).

طفح جلدي مصحوب بحكة.

ولكن في غضون حوالي 30 دقيقة، يمكن أن تظهر أعراض أكثر حدة، تشمل:

- السعال.

- ضيق التنفس.

- القشعريرة.

- دوار أو إغماء.

- سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.

- تورم الوجه.

- تورم أو حكة في الشفتين أو اللسان.

- صعوبة في البلع.

- مسحة زرقاء على الشفاه أو الأصابع أو أصابع القدم.

- جلد شاحب ورطب.

- الغثيان والقيء أو الإسهال.

لذا عند ظهور أي من الأعراض السابقة عند تورم مكان الحقن، يجب التواصل مع الطبيب فورًا، فقد تؤدي هذه الحساسية المفرطة إلى صدمة أو غيبوبة أو حتى الموت إذا تُركت دون علاج.