أكدت لجنة الممارسات المهنية والأخلاقية في الصحة النفسية، أن التوصية بإجراء عمليات جراحية لتغيير الجنس، أو وصف هرمونات مغايرة للجنس الأساس قبل أو بعد العمليات الجراحية خداع لمرضى اضطراب الهوية الجنسية.
وأضافت اللجنة التابعة للمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، في بيان حول اضطراب الهوية الجنسية، أنه لم يثبت بشكل قاطع ما يدعم هذه العمليات الجراحية علميا، لتحسين الرضا النفسي المصاحب للاضطراب، وعليه فهو تدخل غير مقبول، وتبعاته السلبية تفوق بكثير مكتسباته.
وشددت على ضرورة التزام الأطباء بالممارسة المهنية والأخلاقيات الطبية بعدم التوصية في التقارير الطبية أو الموافقة على تغيير الجنس لمرضى اضطراب الهوية الجنسية، وإنما يكتفى بكتابة التقرير بوصف حالة المريض أو المريضة والتشخيص والتوصيات النفسية اللازمة.
وطالبت اللجنة بالوقوف بحزم ومحاسبة المضللين للمصابين بالاضطراب الذين يوهمونهم بتدخلات هرمونية أو جراحية مغلوطة، إما لقناعات لم تثبت علميا أو لدوافع ومكتسبات شخصية.
ودعت جميع القطاعات الصحية بالمملكة لأن تؤسس برامج علاجية نفسية متخصصة مبنية على أبحاث علمية رصينة لمثل هذه الاضطرابات النفسية، ودعم الخدمات النفسية لديها للقيام بدورها حيال حالات اضطراب الهوية الجنسية أو غيرها من الاضطرابات النفسية التي تحتاج تضافر جهود عدة تخصصات في آن واحد مثل الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية والإرشاد الديني والعلاج بالعمل وغيرها.
وأشارت إلى ضرورة وجود دليل وطني معتمد للتعامل مع هذه الحالات والالتزام بالعمل به من قبل كل الممارسين ومن جميع التخصصات ذات العلاقة.
وأبانت اللجنة أن اضطراب الهوية الجنسية هو مرض نفسي، وليس لدى المصابين به أي خلل هرموني أو عضوي أو جيني، مع العلم بأنه قد اكتملت لديهم أعضاء الذكورة والأنوثة الخارجية والداخلية للجنس الأساس الذي ولدوا به، والذي يحدده فحص الجينات ولا تحدده الرغبة الذاتية المجردة، ويختلف تماماً عن حالات الخنثى التي تحتاج تدخلا طبياً (لتصحيح الجنس) من الذين لديهم مشاكل هرمونية أو عضوية يتم اكتشافها بعد الولادة أو عند البلوغ.
ولفتت إلى أن من لديه اضطراب الهوية الجنسية يتميز بعدم تقبل الهوية الجنسية التي ولد بها، ولديهم الرغبة القوية في إجراء تغييرات جسدية ظاهرية وداخلية ليتوافق مع شكل الجنس المرغوب به نفسيا، ولكن من خلال المتابعة، توجد نسبة من المصابين ترغب بالعودة إلى الجنس الأساسي وتتقبله بعد المساعدة الطبية المتخصصة.
ولفتتإلى أن التدخلات الطبية عبر الهرمونات والعمليات الجراحية لتغيير الجنس لدى هؤلاء المرضى، لا تفتقد للفعالية فحسب ولكنها كذلك تؤدي لمضاعفات نفسية وطبية خطيرة على المدى القريب والبعيد، ومنها الحاجة للتنويم طويل المدى في أقسام الطب النفسي، وارتفاع معدلات الانتحار، وازدياد الإصابة بالسرطان، واحتمالات الوفاة المبكرة، إضافة للكثير من التحديات الاجتماعية التي يواجهها من خضع لتلك الإجراءات بالإضافة لمعاناته الأصلية.