واجهت المواطنة مشاعل التي نشر مركز التواصل الحكومي قصتها، حالة مرضية نادرة تسمى بـ"النوم القهري"، وهو ما تسبب لها في اضطرابات على مدى 23 عامًا في النوم، الأمر الذي كان يدفعها للنوم بكثرة في مواقف وأماكن مختلفة مثل السيارة أو أثناء الجلوس مع أسرتها أو خلال حصة دراسية.

ويعد النوم القهري أحد أكثر الأمراض غرابة في العالم، ليس فقط لما يصاحبه من مشكلات صحية، ولكن لكون دماغ المريض تفتقد أدنى مستويات القدرة على تنظيم دورات النوم واليقظة بشكل طبيعي، وهو الأمر الذي يعد من صميم مهام الدماغ.

ويستعرض التقرير أعراض مرض النوم القهري وطرق علاجه:

ما هو النوم القهري؟

ينتج النوم القهري عن عدم قدرة الدماغ على إحداث تنظيم في دورات النوم واليقظة، ما يجعل المريض يشعر بحالة من التعب والخدر، وعادة ما يرتبط بالنوم المفاجئ والأرق وهلوسة النوم، بالإضافة إلى شعور المريض بحالة من شلل النوم.

ويؤثر النوم القهري على الذكور والإناث على حد سواء، ويتطور مع التقدم في العمر، وقد تبقى الأعراض غير ملحوظة لأنها تتفاقم تدريجيًا.

أعراض النوم القهري

تبدأ أعراض المرض في الظهور ما بين عمر 10 و20 عامًا، ويظل أبرزها شعور المرضى بالنعاس المفرط خلال فترة النهار، حتى وإن حظوا بليلة نوم كاملة.

وقد يحدث النعاس خلال العديد من الأنشطة المختلفة، بما في ذلك الحديث مع الآخرين أو قيادة السيارة أو تناول الطعام، كما أن هذا الشعور لا يمكن منعه أو مقاومة شدته، حيث يشعر المريض باليقظة بعد الحصول على قيلولة صغيرة، ولكنه سرعان ما يعاودهم النعاس مجددًا.

وبخلاف النعاس الشديد، يعاني المريض أيضًا من بعض الأعراض الأخرى مثل الهلوسة النعاسية، حيث يكون لديه تجارب مخيفة تشبه الحلم، وتكون المشاهد في كثير من الأحيان من بيئته الحقيقية، كما يعاني أيضًا توقفًا مؤقتًا عن التحرك أثناء انتقاله من النوم إلى اليقظة، بما يعرف بشلل النوم.

أسباب المرض وتشخيصه

من النادر وجود صلة وراثية للنوم القهري، ولكن قد تجتمع مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية للتسبب باضطراب النوم، حيث تؤكد الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من حالة النوم القهري مع الخدر.

عادة ما يطلب الطبيب من مريض النوم القهري بإمداده بالتاريخ الطبي لعائلته من أجل تحديد الإصابة، ثم يتم تتبع حالة النوم لدى المريض وشدتها على مدى أسبوع أو اثنين على الأقل.

علاج النوم القهري

على الرغم من أنه لا يوجد أي علاج معتمد للمرض حتى الآن، ولكن يمكن التخفيف من الأعراض عبر بعض الأساليب، من بينها العلاج السلوكي الذي يساعد في السيطرة على الأعراض، بما في ذلك اتخاذ 3 قيلولات محددة ومجدولة أو أكثر خلال اليوم.

وتشمل الأساليب العلاجية أيضًا الإرشاد النفسي للأشخاص الذين يعانون من المرض، والذي يعد من أهم وسائل تخفيف الأعراض، خاصة وأن المرض يتسبب في حالة من عدم الارتياح والاكتئاب.

وفي الغالب، يصاحب هذه الأساليب العلاجية استخدام المنشطات لتحسين مستويات اليقظة وتقليل النعاس المفرط أثناء النهار، كما تستخدم في الغالب مضادات الاكتئاب لعلاج الخدر والهلوسة النعاسية وشلل النوم.