شهدت الرياض في السبعينيات والثمانينيات ذكريات رمضانية، على الرغم من مشقة الحياة وصعوبة الصيام حينها إلا أنها لا تزال راسخة في ذاكرة سكان الرياض الذين عاصروا تلك الأيام، ويستعيدونها بكثير من الحنين إلى الماضي الجميل ببساطة تفاصيله وتلاحم القيادة بالمواطنين.
وبالعودة للماضي الجميل، روى أحد المهتمين بتاريخ الرياض خالد بن فهد الخرينق، لـ"أخبار 24"، عن الأجواء التي يملؤها الشوق قبل دخول شهر رمضان وانتظار سماع طلقات المدافع الموجودة في محيط الرياض ومنها بحي منفوحة بآخر شارع الفريان للإعلان عن دخول شهر رمضان.
ووصف الخرينق الصيام في هذه الأيام بالترف مقارنة مع فترة السبعينيات والثمانينيات، حيث لم يكن سكان الرياض حينها يمتلكون مكيفات أو أجهزة تبريد، وكانوا يشترون قوالب الثلج لتبريد مياه الشرب على الإفطار.
وأشار إلى عادات "أسرة آل سعود"، المستمرة في تفقد الناس وأحوالهم قبل دخول الشهر الفضيل، حيث كان الملك سعود بن عبدالعزيز، يقوم بنفسه في رمضان بطرق أبواب الفقراء والمحتاجين ويوزع عليهم العطايا والصدقات، كما كان معظم الأهالي يصلون الجمعة معه في الناصرية.
وتحدث عن المشروب الأشهر في رمضان وهو شراب "التوت" الذي يطلق عليه الآن "الفيمتو"، حيث كان يرد للرياض شراب توت أصلي لم يعد موجودا حاليا يرسم عليه هلال وكان الأهالي يطلقون عليه "أبو هلال" وإذا لم يكن عليه رسمة الهلال يعتبر غير أصلي.
وعند بداية الدراسة، أكد أنها كانت تبدأ بوقت مبكر على خلاف وقتنا الراهن، فبعد السحور وأداء صلاة الفجر يشرع الأطفال بلعب كرة القدم إلى ما بعد شروق الشمس، ومن ثَم ينطلقون إلى المدرسة وينهون يومهم الدراسي عند الساعة 12 ظهرا.
وأوضح الخرينق، أن العمالة المنخرطة في العمل بمدينة الرياض قديما كانوا من أهل الرياض ونواحيها، ولم يكن هناك عمالة أجنبية، ومعظم أهالي الرياض يعملون بمهن إدارية وتجارية، إضافة إلى أعمال التحميل والبناء، وكان هناك عمال سعوديون أقوياء في التحميل، وعمال مهرة جدا في البناء.