تختلف الآراء حول مدح الأطفال والثناء عليهم، فهناك مَن يشجع على هذا الأمر، والبعض الآخر يرى أن مدح الأطفال سيجعلهم يعتمدون بصورة مفرطة على التحقق من انطباعات الآخرين.

وأفاد تقرير نشره موقع "Psychology Today"، بأن هناك طريقة فعّالة لتشجيع الأطفال وتحسين العلاقة بين الوالدين والطفل، مع مراعاة عدم جعل الأطفال يعتمدون بشكل مفرط على انطباعات الآخرين والافتقار إلى الحافز الداخلي.

ويتعلق الثناء والمديح بزيادة إفراز مادة في منطقة من مخ الطفل مرتبطة بالتعاطف والضمير والانفتاح، إلى جانب ذلك يعد الثناء عقيدة أساسية للتربية الإيجابية.

وأشارت الأبحاث إلى مجموعة من النصائح لمدح الأطفال بشكل فعّال، حيث ذكرت أن مدح جهود الطفل وإنجازه بدلًا من السمات الشخصية التي لا يمكن تغييرها بسهولة، يعزز الدافع الداخلي للأطفال والتحمل في مواجهة التحدي، وعلى النقيض مدح الشخص وسماته فقط يجعل الطفل يركز على أخطائه ويستسلم بسهولة أكبر ويلقي اللوم على نفسه، كما ينبغي أن يدعم المديح استقلالية الطفل ويشجعه في حكمه على نفسه بدلًا من حكم الآخرين عليه.

وبينت الأبحاث أنه عندما يستخدم المديح لمقارنة الطفل بالآخرين فإنه يعزز الأداء على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل قد ترتبط هذه الممارسة بالأفراد الذين يحكمون على أدائهم فقط فيما يتعلق بالآخرين بدلاً من تحقيق أهدافهم الخاصة أو الاستمتاع بها بأنفسهم، وأوضحت نتائج الأبحاث أن تحديد أفعال معينة بالمدح يساعد الأطفال على تعليم كيفية تحسين سلوكهم مستقبلًا، أما تعميم عبارة المدح يجعل الطفل غير مدرك لعبارة المدح، كما أن المديح العام والغامض يمكن أن يجعل الأطفال ينظرون إلى أنفسهم بشكل أكثر سلبية.

وتوصلت إلى أن الإيماءات يمكن أن تكون فعّالة للغاية في تحسين التقييم الذاتي للأطفال، وهذا هو حكمهم على كيفية أدائهم وكيف يشعرون حيال ذلك، وقد يتعرض الأطفال للاكتئاب وانخفاض الأداء الأكاديمي، عندما يشعرون بأن والديهم يبالغون في الإشادة بأدائهم أو يقللون من مدحهم، وهو ما يؤدي إلى اعتماد الطفل المفرد على المديح وتجنب التحديات، بالإضافة إلى أن ارتباط المديح بالاهتمام الإيجابي أو الاستجابة غير اللفظية الإيجابية، وهي الأكثر فاعلية في تحسين سلوك الأطفال مثل العناق أو الابتسامة أو غيرهما.