تحولت الأسواق الشعبية القديمة في الباحة، إلى بهجة مضافة خلال ليالي شهر رمضان التي تزدهر بمرتاديها من مختلف الأعمار من الجنسين، ويُعد سوق رغدان أحد أقدم الأسواق التاريخية بمنطقة الباحة الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 400 عام، إذ كان نقطة جذب وتجمع للأهالي والزوار من داخل وخارج المنطقة منذ القدم.
وأشاد عدد من زوار سوق رغدان بأجواء السوق الرمضانية التي يسودها الطابع الشعبي وترتفع أصوات الأهازيج الجنوبية من البائعين والألعاب الشعبية فتُكسب أجواء السوق رونقاً وجمالاً وعشقاً للحنين للماضي، والتمتع بالأجواء الرمضانية الممزوجة بالفوانيس الملونة المعلقة، والأهلة، والنجوم المضيئة، إلى جانب تزيينها بكلمات وعبارات وأشكال تقليدية رائعة، مما أضفى إليه طابعاً فريداً وخاصاً، يبث الشعور بالاطمئنان في قرب ليالي الشهر المباركة.
وأرجع جمعان الكرت، من بلدة رغدان، تسمية السوق بـ "رغدان" إلى رغد العيش في هذه القرية، نظراً لجريان وادي قوب من الحافة الغربية، مما أدى إلى نشوء المدرجات الزراعية على ضفاف الوادي وفي السفوح الجبلية المجاورة.
وأوضح أن السوق يتكون من باحتين، إحداهما في مكان مرتفع يطلق عليه السوق الأعلى، في حين الآخر يطلق عليه السوق الأسفل، ويربط بينهما ممرات تيسر الحركة، والدكاكين كانت في الماضي مبنية من الحجارة بعدها بنيت من الأسمنت، وما زالت الحوانيت شاهداً حياً.
وأشار إلى أن المباني الحجرية للدكاكين تهدمت بفعل العوامل الجوية مع مرور الزمن، إذ تبلغ مساحة السوق الأعلى التقريبية 8 آلاف م2 والسوق الأسفل 3 آلاف م2، بإجمالي 11 ألف م2 تقريباً، فيما يقدر عدد المنازل التي تحيط بالسوق الأعلى 25 منزلاً و20 في السوق الأسفل، فيما يصل عدد الحوانيت القائمة حتى الآن إلى 35 حانوتاً.
وأضاف أن سوق الأحد الأسبوعي ببلدة رغدان ارتبط به الكثير من الأحداث التاريخية والمناسبات الاجتماعية، وأشار إليه الرحالة السويسري جون لويس في عام 1230هـ، وشهد استقبال الأهالي للملك سعود عام 1374هـ، ويقع بين قبيلتَيْ غامد وزهران مما أكسب موقعه الجغرافي أهمية كبيرة، وانعكس ذلك على زيادة الحركة التجارية وتنوع البضائع المعروضة وكثرة مرتاديه.
وأوضح أن هناك نظاماً اتفق عليه الأهالي فيما يعرف بعقود السوق، ويشرف عليه عدد من عقداء السوق وهم أشخاص يتحلون بالحكمة والقدرة على العقد والحل من أهالي رغدان ومن القرى المجاورة التي تشترك في الإشراف على السوق سواء من غامد أو زهران، بهدف إضفاء الأمن والالتزام بآداب التسوق، وتطبيق العقاب لمن يخالف.
ولفت إلى أن هناك أناساً مهمتهم الإشراف على البيع والشراء ومتابعة المكاييل والموازين التي يستخدمها الباعة، حيث إن لديهم مكاييل كمقاييس يطبق عليها المكاييل الأخرى، والمخالف يغرم ويعاقب.
**carousel[8191005,8191006,8191007,8191008,8191009]**